عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2010-08-09, 12:09 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
[align=right]

(21) اقتني كتيِّبا خاصّا يَحوي مُختلَفَ الأدعيةِ والأذْكار -إذا كنتِ لا تحفظينها- ككتابَيْ (حِصن المسلم) و(الكَلِم الطيِّب)، وغيرهِما مِن الكُتب.

(22) أقْبِلي على قراءة القرآن الكريم؛ فإنّ ذلك مِن مظاهر الاجتهاد في العبادة الّتي ينبغي الإكثار منها آناءَ اللّيلِ وأطراف النَّهارِ في هذا الشّهرِ المبارَك، فإنّه لا يخفى عنكِ ما للقرآنِ مِن فضلٍ عظيم على الكثيرِ مِن الأعمال -تلاوةً وحفظاً وتدبّراً وعملاً به- ويكفيكِ في ذلك قولُه تعالى: ﴿إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لنْ تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِن فَضْلِهِ، إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾[22]، وفي حديث عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلّم- قال: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))[23]، وعن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- أنّه عليه الصّلاة والسّلام قال: ((خيرُكُم مَن تعلّم القرآن وعلَّمَه))[24]. رمضان فرصة لكِ أختي الكريمة لِتُقبلِي على القرآن أكثر فأكثر، ولا تنسَي أنّ رمضان شهر القرآن.

(23) لا تُسْرِعي في قراءة القرآن إسراعاً بدون ترتيل ولا تدبُّرٍ لمعانيه وأحكامه، فلا يكنْ مقصدُكِ مِنَ القراءة هو الوصول إلى خَتْمه في أقرب وقتٍ مع مخالفة قولِه تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾[25]، ومخالفة قوله عزّ وجلّ: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألْبَابِ﴾[26]، بل ينبغي عليكِ الجمع بين الخيْرين؛ بكثرةِ قراءةِ القرآنِ ومحاولة ختمِه أكثر مِن مرّة، مع ترتيلِه وتَدبُّرِ معانيه والعملِ بأحكامه.

(24) لا تكتفي فقط بقراءةِ القرآنِ في نهار رمضان، ثمّ تغفلين عن ذلك في لياليه! فلا يوجدُ دليلٌ يَنصُّ على تخصيصِ قراءتِه في نهارِ رمضان بفضل معيّن دون لياليه، بل احْرصي على قراءتِه قبل النّوم قدْر استطاعتِكِ ولو جزءًا يسيرا.

(25) اجلسي في مُصلاَّكِ بعد أدائكِ فريضة الصّبح حتّى الشّروق إنْ استطعتِ؛ تقرئين القرآنَ وتذكُرينَ اللهَ وتُسبِّحينَه وتُهلِّلينَه وتَحمدينَه وتُكبّرينَه، ثم صلّي ركعتين -مِن صلاةِ الضُّحى- على الأقلّ.

لا تغفلي عن الدّعاء وسؤال الله مِن خَيْرَيْ الدّنيا والآخرة:
(26) لا يفوتنَّكِ اغْتنام هذا الشّهر الكريم بالاجتهادِ في الدّعاءِ، والالتجاءِ إلى الله -سبحانه- وسؤالِه مِن خيْرَي الدُّنيا والآخرة، خاصّةً في أوقاتِ الإجابة وأحوالِها؛ كحالِ الصّوم، عند الفِطر، ما بين الأذان والإقامة، في الثّلث الأخير مِن اللّيل، عند السّجود، في آخر ساعة من يوم الجمعة...، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ﴾[27]، وفي الحديث عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: ((الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ))[28].

(27) لا تغفلي عن آدابِ الدّعاء الّتي بها يتحقّقُ مطلوبُكِ وتحصلُ إجابةُ سؤالِكِ؛ كالإخلاصِ في الدّعاء، والثّناء على اللهِ في بدايته، والصّلاة والسّلام على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، والإلحاح فيه، وعدم استعجالِ حُصول الإجابة، واليقين بالإجابة، والتّركيز وعدم الغفلة، والابتعاد عن الحرام،... وغيرها مِن الآداب. وتذكَّري حديثَ النّبي -صلى الله عليه وسلّم-: ((إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا))[29]، فارفعي يديكِ بالدّعاء مُتأدّبةً، مُخلصةً، مُثنيةً على الله -عزّ وجلّ- مُصلّيةً على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- مُلحّةً، مُتيقّنةً، غير مستعجلة.

(28) احْرِصي على العِبادة في ساعات النّزول الإلهي إلى السّماء الدّنيا، فإنّها أوقات مباركة، بالقيام والذّكر والدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن؛ وذلك في الثّلث الأخير مِن اللّيل؛ ‏فعن‏ ‏أبي هريرة -رضي اللّه عنه- ‏ أنّ رسولَ الله -‏صلى الله عليه وسلّم- ‏ ‏قال: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ:‏ ‏مَنْ يَدْعونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))[30]. وتحسبين وقتَ الثّلث الأخير مِن اللّيل بتقسيمكِ الوقت مِن صلاة المغرب إلى وقت صلاة الفجر ثلاثة أجزاء، ثمّ تعتبرين الجزء الأخير منه هو الثّلث الأخير.

نافسي في نيل رضا الرّحمن:
(29) نافسي في الخير وكوني جوادَةً به، وحاولي أنْ لا يسبقك إلى ذلك أحد؛ قال اللهُ -تعالى-: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾[31]، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ))[32]؛ قال الزين بن المنير: "وجه التّشبيه بين أجوديته صلّى الله عليه وسلّم بالخير وبين أجودية الرّيح المرسلة أنّ المراد بالرّيح ريح الرّحمة الّتي يرسلها الله تعالى لإنزال الغيث العام الّذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي فيعمّ خيره وبرّه مَن هو بصفة الفقر والحاجة ومَن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر ممّا يعمّ الغيث النّاشئة عن الرّيح المرسلة"[33].

وأمّا الصَّدقة:
(30) أكثري من الصّدقة؛ فقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في الحديث المتّفق عليه؛ أنّ مِن السّبعة الّذين يظلّهم الله في ظِلّه يوم لا ظِلّ إلا ظلّه...، ذَكَر مِنهم: ((وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ))[34]، وقال صلى الله عليه وسلّم: ((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ. فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ))[35].

كوني صائمة على الجادَّة:
(31) صوني أيّتها الفاضلة جوارحَك عن الذّنوب والمعاصي؛ فلا يفكّر عقلَكِ إلاّ في طاعة الله، ولا يحمل قلبكِ إلاّ الخير للمسلمين والمسلمات، ولا تقع عيناكِ أو تنصت أذناكِ أو ينطق لسانكِ إلاّ بما يحبّه الله ويرضاه، وجاهدي نفسَكِ في ذلك؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[36]. قال البيضاوي: -رحمه الله-: "ليس المقصود مِن شرعية الصّوم نفس الجوع والعطش، بل ما يَتْبَعه من كَسْر الشّهوات وتطويع النَّفس الأمّارة للنّفس المطمئنّة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول"[37].

دلّي على الخير تَنالين أجر فاعلِه!
(32) كوني داعية إلى الله عزّ وجلّ؛ تقرّبي في هذا الشّهر العظيم بدعوة أقاربك، وجيرانكِ، وصديقاتكِ، وزميلاتكِ، عبر الكتاب والرّسالةِ والمقال والشّريط والنّصيحة والتّوجيه...؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ))[38].

وإذا خرجتِ مِن البيت:
(33) لا تُكثري مِن الخروج لغير حاجة، ولا تضيّعي هذه الأيّام واللّيالي العظيمة بكثرةِ الخروج إلى الأسواقِ والتّجوال ونحو ذلك، ويكفيكِ الخروج إلى الدّراسة إذا كنتِ دارسة، أو إلى العمل إذا كنتِ عاملة، وكذا الخروج لسائر المقاصد الّتي تحتاجينها، واعلمي أنّ الأصل في المرأة قرارها في بيتها؛ قال الله -تعالى-: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾[39]، وذَكَر العلاّمة الكشميري على ما نَقَله الشّيخ الألباني -رحمهما الله- بناء على مفهوم الآية؛ أنّ خروج المرأة لغير حاجة تبرُّج.

(34) احرصي عند حاجتكِ إلى الخروج مِن البيت على الالتزام بحجابِك الشّرعي السّاتر بشروطِه الّتي ذكرها أهل العلم؛ وهي: استيعاب جميع البدن ممّا هو عورة والّذي لا يجوز إظهاره لغير المحارم ومَن استثناهم القرآن، أنْ لا يكون زينة في نفسه، أنْ يكون صفيقاً لا يَشِفّ، أنْ يكون فضفاضاً غير ضيّق، أنْ لا يكون مُبخَّراً ولا مُطَيَّباً، أنْ لا يشبه لباس الرّجال، أنْ لا يشبه لباس الكافرات، أنْ لا يكون لباس شهرة.


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟