حـين الفجيعة لم أعـلم أكـنت أنا = ذاك الصحيح ؟ كأن الخطب أعجزني
في فجرجمعة فاضت روحها وعلا = مع العـويل صـراخ الطفل يحرقـني
هـــم ينشدون التي كانت تظلّـلهـــم = عطفاً وحباً لهم قد فـاض يغـمـرنـي
لا أسـتـطـيع لـهـم رداً أبــوح بـــه = وعـبرة الـحـزن تسـبقـني فـتخـنقني
مَـن ذا يداوي جراح الطفل من قـدرٍ؟= مـن ذا يجيب سـؤالاً دام يـقـهـرنـي ؟
يا طــفــل أوجعـت قـلباً ما دهـــاه كفى = يا طفل هـوّن فما تـطـلبه أحـقـرنـي
ياطـفل فـاجــعــتي في أمـكم ذهـلـت = منها العقـول فـليت الأرض تبلعني
ارحـم أباك الـذي أطـرافـه عــجـــــزت = عن الحراك ، فما رجلاي تحملني
ليلٌ مــن الـحـزن أرخـى بالـســدول على= مـستقبل الطفل والآمال تهجرني
مِــن بـعـد عـشــرتـنا دهـــراً وأُلـفتـنا = أمســيـت فــــرداً بـلا خلٍ يـسـامـرنـــي
فـيـمـا مـضـى صـوتـهـا كـم ظلّ يطربني = والـيـوم أطلـبها حُـلمـاً يؤانـسـنــي
هـــي الـفـقـيـدة لا أرضـى بها بــدلاً = وهــل يـعـاض غياب الغيث والـمـــزن؟
فـكـيـف أهـنأ في دنـياي مـنـفرداً ؟ = أم كيف تحلو حياتي بعد ذي المحن ؟
الـقـلـب يشـكو ـ أبا المنصورـ فاجعتي = والـعيـن تـذرف ما لاقيت في زمـني
يـا صاحبي لا تـسـلني عن شـمـائلها = فـالـشـمــس تمحو ضياء الشهب إن تبنِ
الـجــار يــذكرهـا والضـيف يـشــكـــرها = والبيت أضـحى خـراباً لـيس يـألـفــني
فـالدار مــــن بـعـدها ما انفــــك يذكـرهـا = والروح تهفـــو لها في الـسـر والـعـلن
الـصـدق مـنـهـجـها والبــرّ مـذهـــبها = والـطهـر عـادتها تـقـوى مـن الـفـتـن
كانت كما ديم سُـحـبٍ هـلَ فـانتعشـت = بـهِ الـبـرايـا ونبتُ الأرضِ والـفـنــنِ
هـــي الـحـنـونـة كـل الـغـل جـانـبـهـا = هـي الـعـفـيفة نـفــسـاً لا تــضـايـقـنــي
حـب المـســاكين طـبــعٌ من سجيتها = وبسمة البشر والترحيب تقدمني
في حُلّة الدين عاشـت تـرتـجـي كـــرماً = مـن الإلـه بـأن يــعــفــو ويـعـصـمـني
مـن شـر كـل ضـلالٍ بـات يـدهـمــنـــا = أو كـل زيـغٍ عـن الإســلام يـبـعـــدنـي
لم تعرفِ الـفـحـش مـن قـولٍ ولا عملٍ = ولـيـس إلا عـفيف القـول تُسمِعُــنــي
يا سائلي عن سـجـايا الخـل أحصــرها = إن قـلت عـنها ملاكاً هل تـصدقـني ؟
هـــي الهـواء الـذي تحــيا بـه رئـتــي = هـي الـدماء التي تجري تـحركـني
يا درةً ربُّهــا كــم ظــل يـحـفـظــهـــا = حـتـى أتــاهـا أوان الـبـيـن يـفـجـعـني
لم يبق منها ســـوى ذكـرٍ لما نسجت = مـن الـفـضـائـل والـذكـرى تـؤجِّـجـني
مُـذ غـادرتنا سـُهوم الـقـهر قُـرعتنا = لا الليل أُنـسـي ولا الأفـراح تـبـهـجني
لـلـه أمَّ مــعــاذٍ زدتِ مـــكـــــرمـــــةً = وزاد فـقـدك مـن ذلي ومـن هَـــوَنـــي
تهفو لك النفس مادام الوجود لـنا = عـلّي أوافيك يـا سـعــدي ويـا حَــــزَني
بالله يـاقبـرهــا رفـقاً بـمـن سـكـنـت = فـي لـحـدك الـيوم لا تـقـسُ ولا تُـهِـــنِ
هـــلاّ بـرفـقٍ حـويت الـــــخـلّ دون أذى= بالله يا قـبـرلا تـــــدرسْ فـتـنـــــكـــرنــي
يـا لــحد روحي غدت ترجــوك توسـعــةً= يـا لـحـد كـن دارها مـن أوسـع الـسكنِ
أغـالـب الـشـوق لـكـن لـــــســـت أغلـبه = لـيـت الـمـنـايــا بمن فـارقـت تـجـمـعـني
كم بي اشـــتياق لـــــــمـرآها وضـحـكتها = كـم بـي حــنــيــــــنٌ لـمـالـكــتــي يـعــذبـنـــي
تبـّا لـذا الحال كيف الــمــوت فـــــــرّقـنـا ؟ = وكـيـف حــالي غــدا سُـهـداً يـؤرقـنـــــي؟
لـكـنـه الـمـلــــك الـرحـمــن أســـألـــه + لـطـفـاً بـهـــــا وبنا مـن صــاحـب الـمــنــنِ
فــي جـنـة الـلـه والفــردوس ـ أم رؤى ـ = لا مــوت فــيـهـــا ولا بُــعــــداً يـلـــوّعني
لـلـصـابـرين بـهـا مـثـوى أعــــــدّ لـهم = عـلــى الــرزايا لـعــلّ الـلــه يـكرمـنـــــي