غربة
هناء رشاد
أدمنت الغياب
أدمنتَ أن تنفرد بنفسك، ونسيت أنِّي نفسك
نسيت أنِّي من بنيت معك الحلم
ربَّيْناه صغيرًا على مهل
لماذا أكملت بمفردك؟
هل سقطتُ من أحلامك؟
هل خرجت سهوًا من دائِرة أيَّامك؟
هل أرحتَ ضميرَك حين أسكتَّ حنينه
بِما تلقي إليَّ من فتاتك
كي تواصل تَماديك في البعد
هل هو كل ما بقي بيني وبينك
أنطفئُ كلَّ يوم
أقتَتِل وقلبي كلَّ يوم
تعبت من الوقوف في طابور الانتِظار المرير
أحمل هجير نفسي
وأملاً خائبًا
ماذا لو جمعتَ كلَّ مالِ الدُّنيا..
وقلبك ظلَّ وحيدًا تَصْفِرُ فيه الرياح
يَملؤه الصَّقيع من كلِّ جانب؟
هل ضيَّق المال بصيرتَك
وغضضت الطَّرف عن مشاعِرَ تَخبو كلَّ يوم؟
الحبُّ زهرة تَموت بغير رعاية.
رفيق العمر:
لماذا أهملت رسائلي إليْك..
أدعوك فيها للعودة إلى وطنِك الحقيقي
إلى قلبي
الذي مازال يتجاوزُ كلَّ يومٍ عن إهْمالك الجسيم في حقِّه
يغفر ويُسامح غيابَك الطويل.
رفيق العمر:
هل بعد هذا العمر عُمرٌ آخر
ينتظِرُك بالأمنيات عند عوْدتِك محمَّلاً بكُنُوزك ودُرَرك؟!
هل ستُقابِلُني هناك بعد انزِواء الشَّباب
وذبول وَرْدَته وزهْوته؟
أيُّها البعيدُ كالشَّمس
متى ستجمع نفسَك؟
متى تترفَّق بها وبي؟
أنتظر إجابةً
بحجم اشتياقي.