المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقحوان
هل جميعنا ندرك أن الفضول هو سبب تغير أوجه التاريخ مما أدى إلى قيام الحضارات المتعاقبة ... حضارات لولا فضول من ساهموا بحشر أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة مما يرونه ويسمعونه لما وصلنا إلى مانحن عليه من معرفة ورقي ؟؟
أنا هنا لا أدافه عمن ابتُلي بالفضول الذي يصل إلى حد الإدمان ,, كالمرض الذي لا يترك صاحبه إلا بموته ..
كلنا فضوليين وكلنا نرغب بمعرفة المزيد عن أمرما نراه غامضا شرط ألا يتعدى العناوين الرئيسة ولا تمس خصوصيات صاحب الشأن ونكتفي بما يصرح به برغبته
.. استوقفتني جملتين في موضوعك أو ((مأساتك)) أخي عبقر :
((لأن احاسيسهم قد انتقلت إلى رحمة الله , وغالبا مايكون هؤلاء محدثو نعمة ولديهم إحساس بعدم القيمة))
لا يوجد إنسان لا أحاسيس له .. لكن الاختلاف يكمن في توجيه تلك الأحاسيس وضبط درجة انفعالاتها وتفاعلاتها .. ولعلك تذكر مستوياتنا في إدراك وتفسير معنى السعادة ..
مهما قوّمنا و قسنا درجة إزعاج أي إنسان فضولي فأحكامنا تخضع للاختلاف من شخص إلى آخر ... قد يراها البعض رغم انزعاجهم منه فرصة للتخلص من الأعباء المكلفين بها في مكان عملهم أو في أي مجال في حياتهم ..
أوافقك الرأي أن تدخّل الآخرين فيما لا يعنيهم يكدّر صفونا وقد يؤدي بنا إلى التضحية بمكان عملنا أو شد رحالنا عن بيوتنا إلى أماكن نأمل أن تخلو من أمثالهم ( وهذا يحدث كثيرا) .. ولكن أخالفك في أن الفضولي لا يؤلمه أي جرح لأحاسيسه ,, فهو كأي إنسان تؤلمه أي كلمة جارحة والفرق بينه وبين سواه أنه يكتم جرحه في سبيل الوصول إلى مبتغاه ..وان اعتبرنا أن الله سبحانه قد ابتلاه بهذا المرض ستخف وطأته علينا وندعو له بالشفاء والهداية ولنا بالصبر والمزيد من الصبر ..
من وجهة نظري أن الفضولي في حياته الخاصة يعاني من الوحدة والنقص في جوانب من شخصيته , فيعوض نقصه بكثرة التساؤل والتدخل في كل ما يصادفه لشعوره بالخوف من الفراغ حين عودته إلى بيته حتى وإن كان محاطا بأهله وأصحابه ..
إذا حللنا شخصية الفضولي على هذا النحو سيسهل علينا الاقتراب منه والسماح له بالاقتراب منا ,, على ألا نفسح له لاستفزازنا ,, فلن يستطيع أخذ إلا مانسمح له بأخذه من معلومات أو متعلقات تخصنا ..
لا تتجاهله أخي عبقر .. وليكن تعنيفك له إن كنت لابد فاعل يرافقه ارتخاء عضلات وجهك وجسدك لأنه لن يهتم إلا بالحصول على ما يريده ((وهذا من تجربتي الشخصية)) .. ولا تعامله بنفس طريقته فهذه اللعبة سترووووق له ويتمادى والمتضرر هو انت .. فنتيجتها تعلّق هذا المتطفل أو الفضولي بك لأنه سيعتقد أنكما تشكلان فريقا رائعا لترويج الفضول بأبشع صوره ..
اصبر عليه ,, فأي دواء لا يأتي بمفعوله من أول جرعة
((ابني حين كان في الثالثة من عمره رأيته يفكك لعبته رغم انها جديدة ولاتعاني من خلل وحين سألته قال((اصبري يمه الحين أصلح الخمال اللي فيها)) وتركته يعثر على هذا الخمال ,, رغم علمي أنه أتلفها ..
من هنا يبدأ فضول الإنسان .. يرافقه في مراحل عمره .. فإما يستطيع هو أن يشكل هذا الفضول .. أو الفضول هو من يتمكن من تشكيله
هل أعتذر عن الإطالة
|
أولاً أنا الذي أعتذر عن الإطالة عليك، فاحتضار الفكر، والجلوس على لوحة المفاتيح بهذا القدر من الأسطر عملية مرهقة بالتأكيد، وأرجوك لا تعزفي على هذا الوتر فأنت تعرفين رأيي بك جيداً.
وثانياً أعتذر.. عن عدم إطالتي في هذا الرد سلفاً، لأن كل سطر تكتبينه يحتاج لرد مستقل ـ وهذه والله حقيقة وليست مجاملة ـ
إجمالاً، الفضول الذي يزيد المعرفة فضولاً (محموداً) عندما يسألني البعض من الزملاء كيف جمعت هذه الخبرات، فكنت أقول لهم بكل بساطة إنه (الفضول) ولكن ماذهبت له هنا هو الفضول المزعج، أو بمعنى أدق الانتهازية المغلفة بالفضول، وربما كما قلت أنهم يحسون ولكنهم يعزون أنفسهم بصولهم إلى أهدافهم، وأنا عندما قلت أنهم لا يحسون، لم أقصد لا يحسون حرفياً، إنما كان تعبيراً مجازياً لحالهم.
لا تتجاهله أخي عبقر .. وليكن تعنيفك له إن كنت لابد فاعل يرافقه ارتخاء عضلات وجهك وجسدك لأنه لن يهتم إلا بالحصول على ما يريده ((وهذا من تجربتي الشخصية))
فعلاً يا اقحوان.. هذا ما أحاول أن أقوم به دائماً
ولا تعامله بنفس طريقته فهذه اللعبة سترووووق له ويتمادى والمتضرر هو انت .. فنتيجتها تعلّق هذا المتطفل أو الفضولي بك لأنه سيعتقد أنكما تشكلان فريقا رائعا لترويج الفضول بأبشع صوره ..
فعلاً.. كلام منطقي
شر البلية مايضحك
شكراً اقحوان..
التعديل الأخير تم بواسطة عبقر ; 2010-08-06 الساعة 3:42 AM.
|