[حورية القصر الأبيض]

دكتورتنا الغالية
أتعجب من موقف هؤلاء منك , هم تعودوا على أن تكوني مبتسمة وضاحكة , وتعجبي منهم أن موقفهم كان يفترض أن يكون العكس تماما وخاصة إن كانوا أولاد كما تقول الهديل
فكونك إنسانة مبتسمة وضاحكة دائما , وفجأة يجدونك منفردة ومنطوية , إذا فلابد أن يكون هناك مايعكر صفوك ويشوش فكرك
والوضع الطبيعي الذي يجب أن يكون هو أن يأتوا إليك وبكل كلمات الحب والحنان يحاولون معرفة مابك ومالذي غيركِ ومالذي يضايقكِ , أو حتى سؤالكِ لما أنتِ منفردة
لاأن يضحكوا
حزنك وضيقكِ يادكتورة في محله , ومشكلتكِ ليست سهلة فأن يعيش المرء مع من لا يشعرون به وهم أقرب المقربين له , والذين ننتظر منهم الإحساس بنا دون أن نتفوه أو نتكلم فتلك والله هي المصيبة
فلمن يشكو المرء ولمن يتجه 0000
المشكلة الوحيدة التي تواجهينها هي في إقناعهم بحاجتكِ للخلوة , وهذه وكما قلتِ عجزتِ عن حلها فلم ينفع السكوت ولا الكلام ولا حتى التوضيح عما تشعرين به
وأنا أعتقد يادكتورة إن كان هذا الأمر بالفعل يزعجكِ لهذه الدرجة التي شعرتُ بها , فلا أرى إلا أن تستخدمي معهم لغة البكاء ولو مرة واحدة حتى تشعريهم بأنكِ منزعجة ومتضايقة من هذا الأمر
ستجدين عند البكاء ردة فعلهم لأنهم يعتقدون أن الأمر عادي , وعندما تبكين سيشعرون أن هذا الأمر قد بات يزعجكِ كثيراً حتى دعاكِ للبكاء
أخبريهم أن هذا الأمر يزعجكِ وأنكِ تتمنين أن يتركوكِ وشأنكِ حينما تكونين منفردة لأنكِ بحاجة للإنفراد

غريبٌ أمرهم فوضعٌ طبيعي جداً لكل إنسان أنه يحتاج أحياناً للإنفراد بنفسه
أسأل الله تعالى أن نكون قد أعناكِ بمشاركتنا لكِ همكِ حتى لو لم نعطي الحل المناسب والعلاج اللائم
تمنياتي لكِ بالتوفيق والسعادة