أخا الدنيا
محمد بدوي الهاشمي
لَقَدْ شَرَدَ الأَرِيبُ عَنِ الخِطابِ
فَغابَ الأَلْمَعيُّ عنِ الصَّوابِ كأَنَّ حُرُوفَهُ تَسْعى بِبابٍ
وَكُلُّ الخَلْقِ أَحْرُفُهمْ بِبابِ أَمَا عَلِمَ الحَقِيقةَ ذُو مِراءٍ
بِأنَّ الخَلْقَ هُمْ نَبْضُ الخِطابِ وَأنَّ النَّاسَ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَأنَّ الرِّفْقَ مِن هَدْيِ الكِتابِ؟ أَيُبْرئُ مَنْ بهِ مرَضٌ عُضالٌ
دَواءٌ قدْ خَلاَ عَرَضَ المُصابِ؟ فَلا يغْرُرْكَ صَمْتٌ في جَوَابٍ
فإنَّ الصَّمْتَ مِنْ شرِّ الجَوابِ
• • •
أَخا الدُّنيَا أَتَتْكَ بِلا ذَهابٍ
أَمَا إنَّ الذَّهَابَ بِلا إيَابِ فمَنْ كانَ الهَوَانُ لَهُ رِكاباً
فَدَارُ المُسْتقَرِّ بِلا رِكابِ ومَنْ عاشَ الحَياةَ بِدونِ فَهْمٍ
فإنَّ العَيشَ مِنْ طُرقِ الخَرَابِ أَتبغِي فِي اتِّباعِ الغَربِ خَيراً؟
فَذاكَ الخَيرُ مِن زَيفِ السَّرابِ أَمَا قالَ النَّبيُّ لَنا حَدِيثاً فيما معناه
بِصِدْقِ الوَحيِ مُنْفتِحِ الحِجابِ: لَتَتَّبعُنَّ في سَنَنِ الأَعادِي
وَإِنْ سَلَكُوا – هَوًى - جُحْرَ الضِّبابِ؟ فَتَقْلِيدُ الأَعاجمِ صَارَ حُكْماً
وَهَجرُ الدِّينِ مُفْتَرقُ الصَّوابِ فَلا طُهرٌ يَكُونُ وَلا عَفافٌ
كَأنَّ الطُّهرَ مِن شَرفِ الدَّوابِ! ثِيابُ السَّترِ قدْ سَئِمتْ بِسِتْرٍ
كَأنَّ العَقْلَ في هَتْكِ الثِّيابِ!
• • •
أَخا الدُّنيا، زَرَعْتَ بِغَيرِ أَرضٍ
أَلاَ فَحَصادُ زَرْعِكَ في تَبَابِ
نص الحديث
لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه قالوا : يا رسول الله من اليهود و النصارى ؟ قال فمن إذا ؟ !
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 74
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح