رمضان شهر الحصـــاد .. فاحذر
تخيل نفسك واقفًا في قيـــام رمضان تائهًا شاردًا مثل كل عام، تبحث عن لذة الإيمان وكنوز رمضان فلا تجدها ! .. وأثنــــاء الصيام تتردد على ذهنك المعاصي التي كنت تقع فيها من قبل، فتُمزق قلبك .. تُتلى عليك آيـــات النُذر والناس حولك يبكون، بينما أنت غـــارق في هموم الدنيـــــا ومشاغلها!
وكل واحد لديه استعداد لبذل الغالي والنفيس ليستشعر المعاني الإيمانية في رمضان ..
لكن، أين قلبه؟!
وذلك لأن رمضــان شهر الحصاد .. فما فعلته طوال الإحدى عشر شهر الماضية ستجد ثمرته في رمضان، فإما أن تكون ثمرة طيبة أو خبيثة ..
يقول الله جلَّ وعلا {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (*) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ..} [الكهف: 57,58] .. فالله تعالى يبعث إليك الرسالات والنُذُر؛ لكي تُفيق من غفلتك .. فتظل غافلاً مُعرضًا عن آيات الله، حتى يأتي شهر رمضان فتسعى لفعل الخيرات لكنك لا تجد قلبك وتظل تبحث عنه في أعمالك دون جدوى .. وذلك لأن القلب قد تكوَّن عليه الران وصار عليه حجـــاب من كثرة الغفلة، فمهما استمع إلى المواعظ والنُذُر لن يخشع ولن يتحرك!
والله سبحانه وتعالى هو الغفور ذو الرحمة، ونحن مقبلون على شهر المغفرة والرحمة .. فالفرصة أمامك.
من اطلاعاتي