خاطرة عن استقبال رمضان
مها الباز
أحبَّتي:
أقبَلَ الشهر الكريم الذي طالما انتَظرنا نفَحاتِه، وطالما تاقَتْ أنفُسُنا لنَسائِم الإيمان، نتعرَّض فيه لعطايا الرحمن.
فيا لغبنِ نفسٍ علمتْ ما فيه من الخيرات، فلم تُرِ الرحمن من نفسها خيرًا!
ويا لغبنِ نفسٍ ذهبَ منها شهرُ شعبان؛ فلم تُروِّض نفسها على الخير!
ألم يكن الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُكثِر فيه من الصِّيام، وقال: ((ذاك شهرٌ يغفل عنه كثيرٌ من الناس))؟!
فلنعدَّ العدَّة من الآن بتلاوة القرآن، والتصدُّق والإحسان، وقَضاء حَوائِج الآخَرين، وكذا فلنقضِ حَوائِج العيد من الآن، لا تدعوا بابًا للشيطان إلا أغلَقتُموه.
ولنَبنِ لأمَّتنا صرحًا مَجِيدًا وقوَّة مَتِينة، وقد قَرَأنا القرآن فاهِمِين لِمَقاصِده، عامِلين بموجبه، وأنفس امتَثلتْ وقلوب تَلألأتْ.
كُنَّا فيما سبق وكانوا يقولون: في العشر الأَواخِر لا تَكاد ترى الأسواق ممتلئة، كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحَه.
والآن وإنْ كانت المساجد مكتظَّة إلاَّ أنَّك ترى بعد الانتِهاء منها مباشرةً الأسواق كذلك.
والمقصود: أنَّنا نُرِيد قلوبًا قد تخلَّصتْ فأخلَصتْ، ونفوسًا انقادَتْ فامتَثلتْ، وأرضًا أينعَتْ بالخيرات وفعل الطيِّبات.