الشبه بين أكل المستشفى والزواج!!!
الشبه بين أكل المستشفى والزواج!!!
داعبني أحد الإخوة المصريين الظرفاء سائلاً: ما هو الشبه بين أكل المستشفيات والزواج؟ وقد حار بي الفكر وأعيتني الإجابة، فطلبت منه بيان ما يجمع بين النقيضين! فرد عليَّ بإجابة ظريفة وقال: كلاهما مفيد لكنه ممل!
وبعد إجابة هذا الظريف حلّق بي الفكر بعيدًا وتساءلت: لماذا يصل الكثير من الأزواج إلى (نقطة التشبع) في رحلة الزواج؟، حيث يفقدون أي إحساس بالمتعة، فتجد الحياة رتيبة يغلب عليها الثبات وتصبغ بصبغة الرسمية، فاجتماع الأسرة فقط يكون عند وجبة الغداء في أفضل الظروف والجلسة يغلب عليها التوتر أو الصمت، ومع هذا التجمد تفقد الحياة متعها ويكون الزوجان فيها -كما وصفهما هيمانت جوشي- كوجهي عملة، لا يستطيعان مواجهة بعضهما، ومع ذلك يبقيان معًا!! ويرافق الملل غياب الاهتمام العاطفي والتباعد والإهمال من كلا الطرفين أو أحدهما، ويغلب على الحياة معه عدم التفاهم وغياب الحوار والهروب من حل المشكلات الحياتية اليومية.
وكذلك الشعور بالضيق والسأم والنفور والتذمر المستمر وقد يؤدي إلى اليأس والكراهية، ويبقى الملل فيروسًا يضرب الحياة الزوجية بعنف، وقد يصيبها في مقتل إن لم يتم علاجه..
والسؤال: ما هي الأسباب الداعية لزيارة الملل لكثير من البيوت؟
1- ربما كان حضور الملل في الحياة الزوجية لأسباب نفسية داخلية، فالحياة أضحت صعبة ولم تعد سهلة كما كانت، فنحن نعيش في عالم متغير يتجه نحو التأزم تحت وطأة الضغوط الاقتصادية، مما ينتج عنه أوضاع نفسية متوترة تؤثر سلبًا على سلوك الزوجين.
2- طول العشرة بين الزوجين يُعدُّ سببًا مهمًا في حدوث الملل بين الزوجين، ففي أيام الزواج الأولى نادرًا ما يكون هناك مللٌ بين الزوجين لجمال تلك الأيام، ولأن كل طرف يحاول جاهدًا أن يظهر للطرف الآخر الصفات الحسنّة التي يتحلى بها، ويخفي نقاط الضعف لديه، ولكن بعد مرور تلك الشهور قد تخبو العواطف وينتابها الفتور، ويصبح كل شيء روتينًا مملاً.
3- لا شك أن الرتابة والجمود في الحياة اليومية دون تجديد أو تغيير أو إبداع في نمط الحياة تورث الملل وربما تقتل الحب. وعدم الاعتدال في أوقات الاجتماع بين الزوجين داخل المنزل، والأزواج فيها بين إفراط وتفريط، فمنهم من يقضي أغلب وقته خارج المنزل ولا يعود إليه إلا كونه لا يجد مكانًا يجلس فيه!! وبين آخر لا يبرح البيت فتمله زوجته وأولاده.
4- عدم الوعي بالموضوعات الخاصة بين الزوجين، التي إما أن تكون مدعاة للضجر والملل أو أنها تزيد من الألفة والسعادة الزوجية والراحة النفسية بين الزوجين.
5- عندما تدار الحياة بسطحية والاهتمامات لا تتجاوز اليوم فينعدم التخطيط وتتخلف الأهداف المشتركة، وينفرد كل شخص بهمومه ومتاعبه لوحده، هنا يضرب الملل أطنابه في أجواء الأسرة وتغدو الحياة مملة كئيبة.
6- قد يكون السبب هو ارتفاع معايير أحد الزوجين وتضخم الأنا عنده - وقد يكون أحد الزوجين يحمل نظرة سلبية عن نفسه ولديه من الإحباطات والخبرات السلبية ما يدعوه لليأس من أي تحرك نحو التغيير بدعوى عدم فائدتها وقد يكون الشريك متشائمًا، ولديه مخاوف مرضية تجعله لا يستمتع بالعلاقة الزوجية ولا يشعر بأهمية التجديد في هذه العلاقة.
ومضة قلم:
الحب هو اللعبة الوحيدة التي يشترك فيها اثنان ويكسبان فيها معًا أو يخسران معًا.
خالد المنيف
التعديل الأخير تم بواسطة يمامة الوادي ; 2010-07-30 الساعة 2:22 PM.
توقيع يمامة الوادي |
هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟
|
|