الموضوع
:
تفسير قوله تعالى " وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف "
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
1
]
2010-07-27, 4:36 AM
moh31
رقم العضوية : 122865
تاريخ التسجيل : 9 - 7 - 2010
عدد المشاركات : 39
غير متواجد
تفسير قوله تعالى " وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف "
(
وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف
وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون
( 43 )
قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين
( 44 )
وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون
( 45 )
يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرج
ع إلى الناس لعلهم يعلمون
( 46 )
قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون
( 47 )
ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون
( 48 )
ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون
( 49 ) )
هذه الرؤيا من ملك
مصر
مما قدر الله تعالى أنها كانت سببا لخروج
يوسف -
عليه السلام - من السجن معززا مكرما ، وذلك أن الملك رأى هذه الرؤيا ، فهالته وتعجب من أمرها ، وما ي
كون تفسيرها ، فجمع الكهنة والحزاة وكبراء دولته وأمراءه وقص عليهم ما رأى ، وسألهم عن تأويلها ، فل
م يعرفوا ذلك ، واعتذروا إليه بأن هذه ) أضغاث أحلام ) أي : أخلاط اقتضت رؤياك هذه (
وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين
)
أي : ولو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط ، لما كان لنا معرفة بتأويلها ، وهو تعبيرها . فعند ذلك تذكر ذلك ال
ذي نجا من ذينك الفتيين اللذين كانا في السجن مع
يوسف ،
وكان الشيطان قد أنساه ما وصاه به
يوسف ،
من ذكر أمره للملك ، فعند ذلك تذكر ) بعد أمة ) أي : مدة ، وقرأ بعضهم : " بعد أمة " أي : بعد نسيان ، فقال
للملك والذين جمعهم لذلك : (
أنا أنبئكم بتأويله
)
أي : بتأويل هذا المنام ، ( فأرسلون ) أي : فابعثون إلى
يوسف الصديق
إلى السجن . ومعنى الكلام : فبعثوا فجاء . فقال : (
يوسف أيها الصديق أفتنا
)
وذكر المنام الذي رآه الملك ، فعند ذلك ذكر له
يوسف ،
عليه السلام ، تعبيرها من غير تعنيف لذلك الفتى في نسيانه ما وصاه به ، ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك
، بل قال : (
تزرعون سبع سنين دأبا
)
أي يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات ، ففسر البقر بالسنين; لأنها تثير الأرض التي تستغل منه
ا الثمرات والزروع ، وهن السنبلات
[
ص:
393 ]
الخضر ، ثم أرشدهم إلى ما يعتمدونه في تلك السنين فقال : (
فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون
)
أي : مهما استغللتم في هذه السبع السنين الخصب فاخزنوه في سنبله ، ليكون أبقى له وأبعد عن إسراع الفسا
د إليه ، إلا المقدار الذي تأكلونه ، وليكن قليلا قليلا لا تسرفوا فيه ، لتنتفعوا في السبع الشداد ، وهن ا
لسبع السنين المحل التي تعقب هذه السبع متواليات ، وهن البقرات العجاف اللاتي يأكلن السمان; لأن سني
الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب ، وهن السنبلات اليابسات .
وأخبرهم أنهن لا ينبتن شيئا ، وما بذروه فلا يرجعون منه إلى شيء; ولهذا قال : (
يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون
)
ثم بشرهم بعد الجدب في العام المتوالي بأنه يعقبهم بعد ذلك (
عام فيه يغاث الناس
)
أي : يأتيهم الغيث ، وهو المطر ، وتغل البلاد ، ويعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم ، من زيت ونحوه ،
وسكر ونحوه حتى قال بعضهم : يدخل فيه حلب اللبن أيضا .
قال
علي بن أبي طلحة ،
عن
ابن عباس
(
وفيه يعصرون
)
يحلبون .
اقتباس
moh31
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها moh31