طبت حيا وميتا يارسول الله
الحمـد لله والصـلاة والسـلام عـلى
رسـول الله ، و بعـد :
سـاءنـي جـدا ذلك الاستهــزاء الذي
حصل كاريكاتوريا بالرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم، وفي صُحـف
بلدان أوربـية، وهي بعض صحـف
النـروج و الدنمـارك، و التي طالمــا
نــادت باحتـرام الأديــان، و أهميــة
تـقـديسـها، وتغنـّت كثـيـرا بـأهـميـة
احتـرام الآخريـن دون التميـيز بـيـن
جنسياتهـم أو أعراقهـم، وهذا شـيء
جميل ولا شك يُشكرون عليه ونتمنى
فعـلا أن يطبقـوه.
ولكـن الذي حصتل يختلف تماما عمـا
ينـادون به، و تناقـض كبيـر وفاضـح،
و اختـلاف في الموازين ، و إني بهذه
المناسبة و إبراء للذمة ، و كمسلم أولا
و معدود من حملة القلـم والكتّـاب ثانيا،
أشجـب من منبـر هذه المجلـة الكريمـة
تلك الأفعـال التي تسخـر بالنبـي صلى
الله عليـه وسلـم ، و أدعــو أصحــاب
القلـم و أهـل الفكـر و أهـل المؤسسات
الإعلاميـة بالاستنكـار على مثـل هذه
التصرفـات غـير المسؤولـة.
أعلـم علــم اليقيـن أن هذه الأقــوال أو
الأفعـال لن تمــسّ شعــرة مـن شعورنـا
نحـو نبينــا صلــى الله عليــه وسلـــم،
و لكنهــا تسـيء لنا كمسلمـين نشعـر
بالحــب الكبيــر له صلــى الله عليــه
وسلم لما جاء لنا به من شريعة غرّاء
أخـرجتنـا مـن الظلمــات إلى النــور،
و كان مما جاءت به شريعتنا احترام
الأديـان، يتلـى ، فالله يقـول سبحانـه
في سـورة الأنعام: " ولا تسبوا الذين
يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا
بغير علم... " آية رقم 108.
فنحــن نتعبّــد الله بعـدم ســبّ آلهــة
الذين كفروا، و هذا منتهى العدل من
هذه الشريعـة الغـراء فلا نريـد منكـم
إلا المعاملـة بالمثـل ، وهـو احتــرام
الأديــان السماوـية واحتـرام الأنبيـاء
عليهــم الصــلاة والسـلام ، و وجـود
الخطــأ من بعــض المسلمـين أو مــن
بعض النصارى أو اليهود لا يُجيز لنا
أن نسب اليهودية كدين أو النصرانية
كدين، ، أو أن نسبّ نبي الله موسى أو
نبي الله عيسى ، وهذا جرم كبير جدا
في كل الشرائــع و الملل.
إنني أسمــع الكثيــر عـن الرقــي في
التعامل و السمو في الفكـر من دولـة
النروج والدنمارك ، ولا أريد كمسلم
أولا، و كعربـي و كأكاديمـي ومثقف
ثانيا، أن تهتـزّ تلك الصـورة الجميلـة
لـدى الشعـوب الإسلاميــة والعربيــة
عنكــم، وأثــق بالعدالــة في بلادكــم
أن تستنكــر و تضــع حــدا لمثل هذه
التصرفات غير المسؤولة، من بعض
السفهــاء في مؤسساتكـم الإعلاميــة.
وكمــا سـاءكــم تـصرفــات بـعــض
سفهـائنــا الذين أرهـــبوا النـــاس،
و البـلاد والعبـاد والآمنيـن ، منكــم،
فقـد ساءنــا مــا صــدر عن بعــض
سفهائكـم من رســوم سيئـة الدلالــة،
تصف نبينا بأنه راعٍ للإرهاب، وهو
منه بريء ، وكل مسلم حق منه بريء
وقد قال الله في القرآن العظيم: " ولا
تزرُ وازرة وزر أخرى" ومعنى الآية
ألا تتحمل نفس وزر وجرم نفس أخرى.
ختامـا، أشكر مجلتنا الرائعة خليجية
على تخصيص هذه الكلمة لي ضمن
صفحاتهــا، وهكذا نريــد الصحافـة
و وسائل الإعلام ، تُنير الطريق بما
تحويه، و تهب فتدافع و تنافح عن كل
ما من شأنـه أن يسـيء لنا كمسلمـين
أو يجلـب لنـا إسـاءة، و قـد أحببـت
أن يكون بيانـي هـذا من خـلال هـذه
المجلــة الرائعــة لسعــة انتشارهــا
بيـن الأقطــار لتكــون أعــمّ وأشمـل
في الإبـلاغ، و ختامـا أقــول حسبـنا
الله و نعم الوكيل، وطبت حيا و ميتا
يــا رســول الله.