بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا يالهديل بك وبموضوعك الجميل.. موضوعك هذا ذكّرنى فعلا بشخصية أثّرت فىّ ومازلت أذكرها.
الشخصية التى مازالت صورتها تمر أمامى بين الفينة والأخرى.. هو رجل... طبيب.. كان فى عمر والدى تقريبا.. كنت أعرفه من خلال الدراسة.. وكذلك من خلال العلاقة الإجتماعية التى كانت تجميع بين أسرتنا وأسرته.
كان فى نظرى.. ومازال... رجل يُحتذى به فى معاملته مع الناس.. ومع بناته.. فقد كان بشوشا.. لا يحب النكد.. وغالبا- إن لم يكن دائما - ما كان يرسم بسمة على وجوه من يتعاملون معه.. فقد كان حسن التعامل مع الناس.. بسيييييط.. ذو أسلوب خاص فى معاملة من حوله.. الصغار والكبار.. وكأنه يحب الجميع.. لا يمل من جعل من أمامه مبتسما .. فله أسلوب عجيب فى تغيير عبوس وجه الطلبة والطالبات إلى بسمات.. حتى اننا كنا أحيانا نحضر محاضراته لنرفه عن نفسنا.. كى لا تزدحم رؤوسنا وأرواحنا بما نراه من متاعب ومشاكل بالجامعة.
والعجيب الذى أعجبنى فيه كان... حسن معاملاته لبناته.. فقد رزقه الله تعالى ابنتين.. ولم يتذمر ويهملهما لأنهما إناث كما يفعل البعض.. وإنما أحسن تربيتهما.. وأصبحتا هما أيضا رموزا.. يُقتدى بها فى الأدب التدين والخُلق الحسن.. وكذلك: خفة الدم مثل والدهما :) وقد عرفت فيما عرفت أنه كان يحب بناته جدا.. ويهتم بهن.. حتى انه كان يجتمع معهما على فترات لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى.. فحفظ البنات ماشاء الله لمها أن يحفظا.. ومازالتا مستمرتين فى الحفظ بإذن الله تعالى.. حتى بعد وفاة والدهما.. ذلك اليوم الذى لا أكاد أنساه.. فقد حزنت جدا.. حزنت لموت رجل مسلم.. رأيته ملتزما بكتاب الله وسنة نبيه صلى اله عليه وسلم.. بسيييييط.. متوسط فى دينه.. لا يدعو للغلو فى الدين، ولا إلى تناسى الدين.. وإنما كان رمزا للمسلم الملتزم البشوش المتوسط.. ولربما تحب الإسلام إن رأيته وتعاملت معه.. فقد ذكرنى بقول الله تبارك وتعالى:
(وَلَو كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَولِكَ)
....
حزنت فى يوم موته.. حزنت لموت رجل أظنه صالحا .. حزنت لفقد أحد الصالحين.. فكم صالحا بشوشا فى وجوه الناس ملتزما بدين الله تعالى وسنّة نبيه- صلى الله عليه وسلم- رأينا فى حياتنا؟
كدت أشعر غريبه فى هذه الدنيا.. حتى قلتُ
وأكثر ما يزيد الدنيا وحشةً.. فقد الصالحين
وأكثر ما يزيدها رحمة وأُنسا... ذِكرُ رب العالمين.
نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولسائر المؤمنين..اللهم آمين.
شكرا هديل على الموضوع.. جزاك الله خيرا.