الموضوع
:
تفسير معني(فخانتاهما) في سوره التحريم
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
1
]
2010-07-21, 4:32 PM
افديك يارسول الله
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 82079
تاريخ التسجيل : 12 - 7 - 2009
عدد المشاركات : 2,062
غير متواجد
تفسير معني(فخانتاهما) في سوره التحريم
(
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
( 9 )
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ
( 10 ) )
سورة التحريم
يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجِهَادِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ ، هَؤُلَاءِ بِالسِّلَاحِ وَالْقِتَالِ ، وَهَؤُلَاءِ بِإِقَامَةِ
[
ص:
171 ]
الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ ، (
وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
) أَيْ : فِي الدُّنْيَا ، (
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
) أَيْ : فِي الْآخِرَةِ .
ثُمَّ قَالَ : (
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا
) أَيْ : فِي مُخَالَطَتِهِمُ الْمُسْلِمِينَ وَمُعَاشَرَتِهِمْ لَهُمْ ، أَنَّ ذَلِكَ لَا يُجْدِي عَنْهُمْ شَيْئًا وَلَا يَنْفَعُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ، إِنْ لَمْ يَكُنِ الْإِيمَانُ حَاصِلًا فِي قُلُوبِهِمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَثَلَ فَقَالَ : (
امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
) أَيْ : نَبِيَّيْنِ رَسُولَيْنِ عِنْدَهُمَا فِي صُحْبَتِهَا لَيْلًا وَنَهَارًا يُؤَاكِلَانِهِمَا ، وَيُضَاجِعَانِهِمَا ، وَيُعَاشِرَانِهِمَا أَشَدَّ الْعِشْرَةِ وَالِاخْتِلَاطِ (
فَخَانَتَاهُمَا
) أَيْ : فِي الْإِيمَانِ ، لَمْ يُوَافِقَاهُمَا عَلَى الْإِيمَانِ ، وَلَا صَدَّقَاهُمَا فِي الرِّسَالَةِ ، فَلَمْ يُجْدِ ذَلِكَ كُلُّهُ شَيْئًا ، وَلَا دَفَعَ عَنْهُمَا مَحْذُورًا ; وَلِهَذَا قَالَ : (
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
) أَيْ : لِكُفْرِهِمَا ، (
وَقِيلَ
) أَيْ : لِلْمَرْأَتَيْنِ : (
ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ
) وَلَيْسَ الْمُرَادُ : (
فَخَانَتَاهُمَا
) فِي فَاحِشَةٍ ، بَلْ فِي الدِّينِ ، فَإِنَّ نِسَاءَ الْأَنْبِيَاءِ مَعْصُومَاتٌ عَنِ الْوُقُوعِ فِي الْفَاحِشَةِ ; لِحُرْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ ، كَمَا قَدَّمْنَا فِي سُورَةِ النُّورِ .
قَالَ
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
، عَنْ
مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ
، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ
: سَمِعْتُ
ابْنَ عَبَّاسٍ
يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ (
فَخَانَتَاهُمَا
) قَالَ : مَا زَنَتَا ، أَمَّا امْرَأَةُ
نُوحٍ
فَكَانَتْ تُخْبِرُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ ، وَأَمَّا خِيَانَةُ امْرَأَةِ
لُوطٍ
فَكَانَتْ تَدُلُّ قَوْمَهَا عَلَى أَضْيَافِهِ
.
وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ
، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ : كَانَتْ خِيَانَتُهُمَا أَنَّهُمَا كَانَتَا عَلَى عَوْرَتَيْهِمَا ، فَكَانَتِ امْرَأَةُ
نُوحٍ
تَطَّلِعُ عَلَى سِرِّ
نُوحٍ ،
فَإِذَا آمَنَ مَعَ
نُوحٍ
أَحَدٌ أَخْبَرَتِ الْجَبَابِرَةَ مَنْ قَوْمِ
نُوحٍ
بِهِ ، وَأَمَّا امْرَأَةُ
لُوطٍ
فَكَانَتْ إِذَا أَضَافَ
لُوطٌ
أَحَدًا أَخْبَرَتْ بِهِ
أَهْلَ
الْمَدِينَةِ
مِمَّنْ يَعْمَلُ السُّوءَ .
وَهَكَذَا قَالَ
عِكْرِمَةُ
،
وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
،
وَالضَّحَّاكُ
، وَغَيْرُهُمْ .
[ وَقَالَ
الضَّحَّاكُ
، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ
: مَا بَغَتِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ ، إِنَّمَا كَانَتْ خِيَانَتُهُمَا فِي الدِّينِ ] .
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى ضَعْفِ الْحَدِيثِ الَّذِي يَأْثِرُهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ . وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا أَصْلَ لَهُ ، وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا عَنْ بَعْضِ الصَّالِحِينَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتَ قُلْتَ : مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ ؟ قَالَ : " لَا ، وَلَكِنِّي الْآنَ أَقُولُهُ "
.
توقيع
افديك يارسول الله
اقتباس
افديك يارسول الله
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها افديك يارسول الله