محاولة لقتل اليأس
وحيد حامد الدهشان
فِي بُرْعُمٍ يَنْمُو عَلَى غُصْنٍ شَغُوفًا بِالحَيَاهْ
تُعْطِيهِ أَسْبَابَ النَّمَاءِ وَكَمْ يُزَيِّنُهَا بَهَاهْ
يَشْتَدُّ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فِي الطَّرِيقِ إِلَى مَدَاهْ
فِي سَيْرِهِ لِمُنَاهُ يَعْرِفُهَا وَتَعْرِفُهُ مُنَاهْ
فِي الغَيْمِ يَكْسُو الأُفْقَ أَلْوَانًا رَمَادِيَّهْ
وَيَغِيبُ وَجْهُ الشَّمْسِ فِي لُجَجٍ ضَبَابِيَّهْ
هِيَ لارْتِحَالٍ مُذْ أَتَتْ تَسْعَى شِتَائِيَّهْ
تُودِي بِهَا رِيحٌ مِنَ السُّنَنِ الإِلَهِيَّهْ
• • •
فِي وَجْهِ طِفْلٍ فِي فِنَاءِ الدَّارِ تَحْمِلُهُ خُطَاهْ
قَدْ كَانَ يَحْبُو مُنْذُ أَيَّامٍ وَقَدْ كُنَّا نَرَاهْ
الكَوْنُ فِي اسْتِقْبَالِهِ بِالحُبِّ قَدْ مُدَّتْ يَدَاهْ
وَاسْتَبْشَرَتْ عَيْنَاهُ وَابْتَسَمَتْ لِرُؤْيَتِهِ الشِّفَاهْ
• • •
فِي عَتْمَةٍ لِلَّيْلِ تَكْتَنِفُ الرَّوَابِيَ وَالبِطَاحْ
دَفَعَتْ بِأَنْصَارِ الظَّلامِ إِلَى التَّكَاثُرِ مِنْ سِفَاحْ
ظَنُّوهُ يَبْقَى وَاسْتَطَالُوا فِي الغُدُوِّ وَفِي الرَّوَاحْ
فَإِذَا بِهِمْ وَهْمٌ تَلاشَى عِنْدَمَا انْقَضَّ الصَّبَاحْ
• • •
فِي السَّائِرِينَ عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ مَرْفُوعِي الجِبَاهْ
لَحْنًا سَمَاوِيًّا يَفُوحُ شَذَاهُ مِنْ قَلْبِ الشُّدَاهْ
تَقْسُو عَلَيْهِمْ فِتْنَةُ الأَيَّامِ مِنْ كُلِّ اتِّجَاهْ
يَتَحَمَّلُونَ القَهْرَ لَكِنْ لا تَلِينُ لَهُمْ قَنَاهْ
• • •
مِنْ عِبْرَةِ التَّارِيخِ إِذْ دَاسَتْ حَوَادِثُهُ الطُّغَاهْ
وَتَعَطَّرَتْ صَفَحَاتُهُ وَأَضَاءَهَا نُورُ الأُبَاهْ
فِي وَعْدِ رَبِّ العَالَمِينَ لِمَنْ يَسِيرُ عَلَى هُدَاهْ
نَتَلَمَّسُ الأَمَلَ الَّذِي لا يُصْلِحُ الدُّنْيَا سِوَاهْ