a7
جَــاءَ أَبُـــوهَـــا بِـــرُطَــــبٍ
قالوا : إن أول من قال ذلك شيهم بن ذي النابين العبدي ، و كان فيه فَشَل و ضَعْفُ رأيٍ ، فأتى أرض النَّبيطِ في نَفَرمن قومه ، فهوِىَ جارية نَبَطية حسناء فتزوجها فنهاه قومه ،
و قال في ذلك أخوه محارب:
لم يَعْدُ شيهم أن تزوج مثلــــه * فهما كشَيْهَمة عَلاَهـــــا شَيْهَــــم
و رَسُولُه الساعِي إليها تارةً * جُعَلٌ وطَوْرا عَضْرَ فُوطٌ ملــجــــم
في أبيات بعدهما لا فائدة في ذكرها ، ثم إن شيهما صار وحمل معه امرأته حتى أتى قومه و ما فيهم إلا ساخر منه ، لائم له، فلما رأى ذلك أنشأ يقول:
ألم تَرَنِي أُلاَمُ على نكاحـــي * فَتَاةً حُبُّهَا دَهْــــــــراً عَنَــانـــي
رَمَتْني رَمْيَة كَلَمَتْ فــؤادي * فأوْهَى القَلْبَ رَمْيَةُ من رَمَانـي
فلو وجد ابنُ ذِي النَّابَيْنِ يَوْماً * بأخْرَى مثلَ وَجْدِي ما هَـجَانِي
ولَكِنْ صَدَّ عنه السَّهْم صـــدّاً * وعَنْ عُرْض على عَمْد أتانـي
فلما سمع القومُ ذلك منه كَفُّوا عنه، ثم إن أباها قدِم زائراً لها من أرضه ، و حمل معه هدايا منها رُطَب و تمر، فلما ذاق شَيْهم الرطبَ أعجبته حلاوته ، فخرج إلى نادي قومه و قال :
ما مراء القوم في جمع النَّدِى * ولــقــد جــاء أبوُها بِـرُطَب
فذهبت مثلا. يضرب لمن يرضى باليسير الحقير.
من كتاب : مجمع الأمثال ، لأبي الفضل الميداني
نـاصـر
a2