عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-07-19, 12:12 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي الملهيات لا تصنع الشعوب ..!!
الملهيات لا تصنع الشعوب ..!! = = = =
كثيرة هي الملهيات التي تشغل أوقات أبنائنا وبناتنا ، بل وكبارنا صغارنا ،
عن التفكير فيما هو أهم ليومهم وغدهم ، وفي ما هو أولى وأجدى وأنفع
لوطنهم وأمتهم ..
انشغل أكثر الخلق بتلك الملهيات انشغالاً جعلهم لا يلتفتون عنها ،
ولا يفرطون فيها ، ولا يسمعون نصيحة ناصح حولها ..!
لقد انصرفوا إليها بكل قلوبهم وأرواحهم وأعصابهم ، فإذا ما تعبوا منها ،
كانت البدائل الجديدة جاهزة ، ملهيات أخرى حديثة ومثيرة ، واشد جاذبية ،
فإذا هم ينغمسون من جديد حتى آذانهم ، ولا يفكرون في شيء سواها ..!
بل وتراهم معها قد أصبحوا كالجزر المنفصلة عن بعضها ، تقطعت بهم السبل ،
ونسفت بينهم الجسور ، وانهارت العلاقات الحميمة حتى في الأسرة الواحدة ..!
وهكذا كلما وصلوا إلى مرحلة التشبع من ملهيات كانوا فيها ، فوجئوا بطرح
ملهيات أخرى أكثر إثارة ، فتدور الدائرة من جديد ، ويعودن إلى الطاحون
مرة أخرى ..كأنما هم قوم مسحورون ..!
خلال ذلك تجدهم ينفقون الكثير من المال ، والكثير من الوقت ، والكثير من الجهد
الضائع ، وقد يكتسبون خلال ذلك سلوكيات خاطئة ، بل ربما يكون بعضها مدمرا
وتدور عجلة الحياة مع هؤلاء على هذه الشاكلة ، ويمضي العمر ، وكأنما هم صم بكم عمي فهم لا يعقلون ..!
فكأن الأمر مقصود ومبيت ، ومتعمد مع سبق الإصرار ..حتى لا يتفرغ هؤلاء
الشباب والفتيات إلى شيء آخر مما ينفعهم وينفع أوطانهم ، وينفع أمتهم ،
وينفع دينهم …!!
استحالة مطلقة أن تقوم الأوطان على أمثال هؤلاء ، الذين آثروا أن يكونوا ألعوبة
في أيدي سواهم ، والذي جعلوا غاية وجودهم أن يركبوا مراكب الهوى ،
والإبحار مع ملهيات ليس من شأنها أن تصنع إلا أناسا مفرغي المحتوى !!
إن حضارات الدنيا كلها لم تبنَ على أكتاف أقوام جعلوا هذه الملهيات كعبتهم
التي يطوفون بها ، وغايتهم التي يدندنون حولها ..!
والأنكى أنها ملهيات تتوالى على مدار الساعة ، ولا يبدو في الأفق أنها ستتوقف ،
بل لا يزال حبلها على الجرار ، وفي كل يوم جديد ، يسيل له اللعاب !!
نعم ، إن التسلية أمر مطلوب ، بل هي شيء لا يمكن الاستغناء عنه ، ولكن
مكمن الخطر أن تصبح هذه التسلية غاية وهدف ، وأمر لازم تدور عليه حياة
الإنسان ، ليل نهار ، وصباح مساء ، وتصبح الحياة كلها هزل لا جد فيه ،
وتسلية لا وقت معها لشيء غيرها ، فيصبح هذا الإنسان ويمسي ، ويستيقظ وينام
، ويقوم ويقعد ، ويأكل ويشرب ، ويقرأ ويكتب ، ويتكلم ويسكت ،
وهم منغمس تماماً في ملهيات الحياة ، التي تتجدد في كل ساعة ..!
نعود نقول لنقرر : نعم إن التسلية شيء مطلوب ، ولكن بشرط
أن تكون كالملح في الطعام ، ولك أن تتخيل كيف لو أصبح الطعام كله ملحاً ..!!
شعوب العالم تتلهى ، هذا حق ، ولا نجادل في ذلك ، ولا ننكره ، ولكن
هل ترى أن حياة تلك الشعوب بجملتها أصبحت لا تدور إلا في هذه الطاحونة !؟
كم عدد الذين ينغمسون في هذه الملهيات ولا يفيقون منها ، ولا يخرجون من محيطها ، ثم كم عدد الذين يبنون الحياة فعلا ، من خلال مكتشافاتهم واختراعاتهم
، وابتكاراتهم ، وعلومهم المختلفة .. ؟
قارن بين هاتين الدائرتين في عالمنا العربي ، وبينهما في العالم الذي يتنافس
ليصل إلى ما بعد المريخ ..!
تجدنا شطارين جدا في منافستهم في الدائرة الأولى ، أما الثانية فنكاد نكون
مفلسين تماماً منها ..!
أقول والمرارة تملأ فمي :
إذا جاز لغيرنا من شعوب الأرض أن تتلهى ، فإن أمتنا ينبغي أن تكون آخر الأمم
التي يحق لها أن تنشغل بهذه الملهيات ، لأسباب كثيرة لا تخفى على ذي نظر ..



وهل يخفى على عاقل ما تتعرض له هذه الأمة ، من محاولات اجتثاث


لتاريخها وقيمها ولغتها ودينها …!
فضلا على أنها أمة مفلسة تقريبا من العلماء المكتشفين والمبتكرين والمبدعين
صانعي الحضارات ، وإن وجدوا ، فلا أثر لهم فيها ، فكأنهم عدم ..!
إن سنن الله لا تجامل أحداً ، فمن أخذ بسنن الله وسار في طريقها ، فتح الله عليه
أبواب الدنيا ، وانهلت عليه خيراتها .. ومن أدار ظهره لسنن الله فلا يلومن إلا نفسه ..
( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) سورة محمد

ابو عبد الرحمن


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟