فقال رجل آخر من القوم : ألا أحدثك يا أمير المؤمنين مثل هذا وأعجب منه ؟ فقال : بلى , قال : فإن رجالا من خزاعة جاوروا رجلا منهم , فقطعوا رحمه , وأساؤوا مجاورته , وإنه ناشدهم الله والرحم إلا أعفوه مما يكره , فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا جاء الشهر الحرام دعا عليهم فقال :
اللهم رب كل آمن وخائف* وسامعا هتاف كل هاتف
إن الخزاعي أبا تقاصف * لم يعطني الحق ولم يناصف
فاجمع له الأحبة إلا لاطف * بين القران السوء والنواصف
أجمعهم في جوف كل راجف
قال : فبينا هم عند قليب ينزفونها , فمنهم من هو فيها ومنهم من هو فوقها تهور القليب بمن كان عليها وعلى من كان فيها وصارت قبورهم حتى الساعة , قال عمر : سبحان الله إن في هذا لعبرة وعجبا ,