حَافِى القَدَمِيّن
حَافِى القَدَمِيّن يَعِيْش مَع جَدِّه بِمُخَيْمَات الْخَان
مات والداه واخوه بجباليا ايام العدوان
يُشاهدُ قَنَاة الْرَّحْمَة وَيُؤْمِن عَلَى دُعَاء حَازِم شُوَمَان
يَسْتَمِع فِى صَمْت وَخُشُوْع لِحَبِيْبِه مُحَمَّد حَسّان
يحكى له جده عن الشيخ ياسين
والرانتيسى وعياش وغيرهم من الشجعان
ذَهَب الَى الْشَّاطِئ فِى الْصَّبَاح
يَرْفَع صُوْرَة طيب أرْدُوَغَان
يَنْتَظِر سَفِيْنَة الْحُرِّيَّة
لِيَأْخُذ لنفسه لُعْبَة وَلِأُخْتِه فُسْتَان
طَال الْانْتِظَار
وَلَا يُدْرَى ان السَّفِيْنَة خَطَفَهَا قُرْصَان
يَسْمَع صَوْت الدَّبَّابَات وَيَرَى الْجُنْد فِى كُل مَكَان
الْتَفَت يَمِيْنَا وَيَسَارَا يَبْحَث
عَن الدَفِء
يَبْحَث عَن الْأمَان
الْتَقِط مِن الْارْض حِجْرا وَالْقَاه عَلَى جُنْدِى جَبَان
خذ ايه المحتل من طفل فلسطينى
يريد وطنا كم للناس اوطان
صَوْب الْجُنْد الْبَنَادِق الَى صَدْرَه
وامطروه بوابل من النيران
وَتَنَاثُر عَلَى الارْض دَمُه
وَفَاحَت رَائِحَة الْمِسْك بِالْمَكَان
حَافِى القَدَمِيّن مَات مُبْتَسِمَا
مُسْتَبْشِرَا بجنة رضوان
وَدُفِن فى حضن امه
مَع تنفس الْصُّبْح وَتَكْبِيْرَات الْآذان