الصورة الخامسة :

في المسجد ، وفي الصف الأول خلف الإمام ، تستمع للآيات بكل خشوع وخضوع لله تعالى ، وإذا بصوت ( يُـعـكّـر ) صفو هذا الخشوع ،
ألا وهو صوت نغمات الجوّال ، بل لم يجتهد صاحب الجوال لإغلاقه ، بل ينطلق جوّال آخر وآخر .. وكأنك عند إشارة أضاءت اللون الأخضر للسير.. عندها ...ستنزعج وتنتظر أن تنتهي من الصلاة ..لتبدأ بإطلاق العبارات من فمك .... ولكن ... لحظة ..
لاتخرج هذه العبارة وسأعطيك عبارةً غيرها ..
لاأريد أن أطيل في سرد بعض الصور .. ولكن ..
حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ... ولعل الصورة باتت واضحة للجميع ..
إلى كل من غضب في تلك الصور التي ذكرناها والتي لم نذكرها
وعلى وزنها ...
أنت يامن ستُخرج كلمات السب والشتم والدعاء على كل من أغضبك
تعال معي واستبدل عبارة الغضب ودعائك عليهم
بعبارة أخرى ..
لطالما أنها ( ستـخرج من فـمـك ) ...
فأجعلها دعوةً لهم ... بدلاً من أن تكون دعوةً عليهم
إسأل الله لهم الهداية والسداد ،
ناصحهم بالحسنى وبالحكمة والموعظة الحسنة
لماذا يتفنن البعض بالسباب والشتائم ، ولايتفنن بالدعاء الخيّر
والكلام الطيب ..
وأعرف أن مثل هذا الأمر صعب نوعاً ما على كثير من الناس ..
ولكن لاننس ( إنما الحلم بالتحلّم ... )..
وإليكم مما قاله الشيخ محمد بن عبد الله الدويش حينما أجاب
أحدهم وكان سريع الغضب فكان مما ذكر التالي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه)
فأخبر أن الحلم يأتي بالتحلم وتعود النفس على ذلك.
ومما يعين على ترك هذه الخصلة، تعويد الإنسان نفسه على كظم غيظه، وعلى عدم الاستجابة لدافع الغضب، وليس من ضير على
الإنسان أن يغضب، بل الضير أن يستجيب لدافع الغضب،
قال صلى الله عليه وسلم:"الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه، ويحمر
وجهه، ويقشعر شعره؛ فيصرع غضبه".
لنتدرب على مثل هذا الأمر ... وصدقوني سيسره الله علينا
بإذنه تعالى
اللهم حسن اخلاقنا بفضلك
وتقبل منا عمالنا واقبلنا على ما كان منا
والله أسأل لي ولكم وللجميع
بالهداية والسداد والتوفيق
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلي على حبيبنا و رسولنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
استغفر الله استغفر الله استغفر الله
اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات امين يارب
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنى عذاب النار امين يارب
في امان الله ورعايته
منقول