[ام يوسف الغامدي]

في غار حراء

لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الاربعين حبب اليه الخلاء فكان ياخذ السويق والماء

ويذهب الى غار حراء في جبل النورعلى مبعده نحو ميلين من مكه فيقيم فيه شهر رمضان

ويقضى وقته في العباده والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدره مبدعه

وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك وكان اختياره لهذه العزله طرفا من تدبير

الله له وحببت اليه هذه العزله قبل تكليفه بالرساله بثلاث سنوات

جبريل ينزل بالوحي

ولما تكامل له اربعين سنه بدات طلائع النبوه تلوح فمن ذلك ان حجر في مكه كان يسلم

عليه ومنها انه كان يرى الرؤيا الصالحه فكان لايرى رؤيا الاجاءت مثل فلق الصبح حتى مضت

على ذلك سته اشهر ومده النبوه ثلاث وعشرون سنه فلما كان رمضان من السنه الثالثه

من عزلته بحراء انزل الله اليه جبريل بالوحي قالت عائشه اول ما بدى به رسول الله من الوحي

الرؤيا الصالحه في النوم فكان لايرى الرؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء

وكان يخلو في غار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل ان ينزع الى اهله

ويتزود لذلك ثم يرجع الى خديجه فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه

الملك فقال اقرا قال مانا بقارى قال فاخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم ارسلنى فقال

اقرا فقلت مانا بقارى قال فاخذني فغطنى الثانيه حتى بلغ منى الجهد ثم ارسلنى فقال اقرا

فقلت ماانا بقارى فاخذنى فغطنى الثالثه ثم ارسلنى فقال (اقرأباسم ربك الذي خلق*خلق

الانسان من علق*اقرا وربك الكرم)فرجع الرسول صلى الله عليه وسلم الى خديجه وهو يرتجف

فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فاخبرها الخبر قال قد خشيت على نفسي

فقالت خديجه كلا والله لايخزيك الله ابداانك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى

الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به الى ورقه بن نوفل ابن عم خديجه وكان يكتب

من الانجيل بالعبرانيه ماشاء الله وكان شيخا ككبيرا قد عمى فقالت له خديجه يابن عم اسمع

من ابن اخيك فلما سمع من رسول الله قال هذا الناموس الذي نزل على موسى ياليتني فيها

جذعا ليتني اكون حيا اذا اخرجك قومك فقال رسول الله او مخرجى هم قال نعم لم يات رجل قط

بما جيت به الاعودى ثم لم ينشب ورقه ان توفي

ثم انقطع الوحي ايام ليذهب ماكان يجد رسول الله من الروع فجاءه المره الثانيه فناداه فنظر

الرسول عن يمينه وشماله فلم يرى شئ ثم رفع راسه فاذا هو بالملك جالس على كرسي

بين السماء والارض فجاء الرسول الى خديجه مرعوب فقال زملوني زملوني دثروني فدثروني

وصبوا على ماء بارد فنزلت (يايها المدثر*قم فانذر*وربك فاكبر*وثيابك فطهر*والرجز فاهجر*

ثم تتابع الوحى بعدها

في السلسله القادمه الجهاد في الدعوه يتبع