زواجه من خديجه
ولما رجع الى مكه ورات خديجه في مالها من الامانه والبركه مالم تر قبل هذا واخبرها غلامها
ميسره بما راى فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبه وشمائل كريمه وفكر راجح ومنطق
صادق ونهج امين وجدت ضالتها المنشوده وكان الرؤساء والسادات يحرصون على زواجها
فتابى عليهم ذلك فتحدثت بما في نفسها الى صديقتها نفيسه بنت منبه فذهبت اليه
صلى الله عليه وسلم تفاتحه ان يتزوج خديجه فرضي بذلك وكلم اعمامه فذهبوا الى عم
خديجه فخطبوها اليه وعلى اثر ذلك تم الزواج وكانت سنهااذ ذاك اربعين سنه وهى اول امراه
يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها حتى ماتت
وكل اولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى ابراهيم ولدت له اولا القاسم وبه كان يكنى ثم
زينب ورقيه وام كلثوم وفاطمه وعبد الله وكان يلقب بالطيب الطاهر ومات بنوه كلهم في صغرهم
اما البنات فكلهن ادركن الاسلام فاسلمن وهاجرن الا انهن ادركتهن الوفاة في حياته صلى الله
عليه وسلم سوى فاطمه رضي الله عنها فقد تاخرت بعده بسته اشهر ثم لحقت به
بناء الكعبه وقضية التحكيم
ولمابلغ خمسه وثلاثين سنه من مولده قامت قريش ببناء الكعبه وذلك لانهاكانت رضماء ولم
يكن لها سقف وكانت قد تصدعت جدرانها باعتبارها اثر اقديم وقبل بعثته بخمس سنين جرف
مكه سيل عرم انحدر الى البيت الحرام فوشكت الكعبه منه على الانهيار فاضطرت قريش الى
تجديد بنائهاحرصا على مكانتهافاتفقواعلى الايدخلوا في بنائها الاطيبافابتدابها الوليد بن
المغيره وقاموا ببنائها فلما بلغ البنيلت موضع الحجر الاسود اختلفوافيمن يمتاز بشرف وضعه
في مكانه واستمر النزاع اربع ليال اوخمساواشتد حتى كاد يتحول الى حرب ضروس الا ان
ابااميه بن المغيره المخزومي عرض عليهم ان يحكموا فيما شجر بينهم اول من يدخل عليهم
من باب المسجدفارتضوه وشاء الله ان يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنا راوه
هتفوا هذا الامين رضيناه هذا محمد فلما انتهى اليهم اخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر
وسطه وطلب ن رؤساء القبائل المتنازعين ان يمسكوا جميعا باطراف الرداء وامرهم ان يرفعوه
حتى اذا اوصلوه الى موضعه اخذه بيده فوضعه في مكانه
اخلاقه قبل النبوه
نال صلى الله عليه وسلم الحظ الوافر من حسن الفطنه واصاله الفكر والنظر السديد وسداد
الوسيله والهدف وكان يستعين بصمته الطويل على طول التامل وادمان الفكره واستكناه الحق
فكان الناس في الجاهليه على خرفات وكان صلى الله عليه وسلم على فطرته الصافيه
لايشرب الخمر ولاياكل مماذبح على النصب ولا يحضر للاوثان عيدا او احتفالا بل كان من اول
نشاته نافرا من هذه العبادات الباطله
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز في قومه بخلال عذبه واخلاق فاضله وشمائل كريمه
فكان افضل قومه مروءه واحسنهم خلقا واعزهم جوارا واعضمهم حلما واصدقهم حديثا والينهم
عريكه واعفهم نفسا واكرمهم خيرا وابرهم عملا واوفاهم عهدا وامنهم امانه حتى سماه قومه
الامين لما جمع فيه من الاحوال الصالحه والخصال المرضيه وكان كما قالت ام المؤمنين
خديجه رضي الله عنها يحمل الكل ويكسب المعدوم ويقرى الضيف ويعين على نوائب الحق
في السلسه القادمه النبوه والرساله يتبع