يستسقى الغمام بوجهه
اخرج ابن عساكر قال قدمت مكه وهم في قحط فقالت قريش ياباطالب اقحط الوادى واجدب
العيال فهلم فاستسق فخرج ابو طالب ومعه غلام كانه سمش دجنه تجلت عنه سحابه قتماء
فاخذه ابو طالب فالصق ظهره بالكعبه ولاذ باضبعه الغلام وما في السماءقزعه فاقبل السحاب
وانفجر الوادى واخصب النادى والبادى
بحيرى الراهب
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشره وقيل وعده شهور ارتحل به ابو طالب
تاجرا الى الشام حتى وصل الى بصرى وكانت في هذا البلد راهب عرف ببحيرى فلما وصل
الركب خرج اليهم وكان لايخرج اليهم قبل ذلك فجعل يتخللهم حتى جاء فاخذ بيد رسول الله
وقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين فقال ابو طالب وما علمك بذلك قال انكم
حين اشرفتم من العقبه لم يبق حجز ولا شجر الاخر ساجدا واني اعرفه بخاتم النبوه اسفل من
غضروف كتفه ثم اكرمهم بالضيافه وسال ابو طالب ان يرده ولايقدم به الى الشام خوفا عليه
من الروم واليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه الى مكه
حرب الفجار
وفي السنه العشرين من عمره صلى الله عليه وسلم وقعت في سوق عكاظ حرب قريش
ومعهم كنانه وبين قيس عيلان تعرف بحرب الفجار وسببها ان احدبني كنانه واسمه البراض
اغتال ثلاثه رجال من قيس عيلان ووصل الخبر الى عكاظ فثار الطرفان ثم اشتد القتال بينهم
ثم تداعى بعض قريش الى الصلح فمن وجد قتلاه اكثر اخذ ديه الزائد ووضعوا الحرب واصطلحوا
وقد حضر الحرب رسول الله وكان ينبل على عمومته اى يجهز لهم النبل للرمى
حلف الفضول
وعلى اثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذى القعده تداعت اليه قبائل قريش بنو هاشم
وبنو عبد المطلب واسدبن عبد العزى وزهره بن كلاب وتيم ابن مرة فاجتموا في دار عبد الله
بن جدعان التيمى فتعاقدوا وتعاهدوا على الايجدوا بمكه مظلوما من اهلها وغيرهم من سائر
الناس الاقاموا معه وشهد هذا الحلف رسول الله وقال بعد ان اكرمه الله برساله(لقد شهدت
في دار عبدالله بن جدعان حلفا مااحب ان لى به حمر النعم ولو ادعى به في الاسلام لاحبت)
حياة الكدح
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في اول شبابه الا ان الرويات توالت انه كان يرعى
غنما رعاها في بنى سعد وفي مكه لاهلها على قراريط ويبدو انه انتقل الى عمل التجاره حين
شب وفي الخامسه والعشرين من عمره خرج تاجرا الى الشام في مال خديجه رضي الله عنها
قال ابن اسحاق كانت خديجه بنت خويلد امراه تاجره ذات شرف ومال تستاجر الرجال في مالها
وتضاربهم اياه بشئ تجعله لهم فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مابلغها من
صدق حديثه وعظم امانته وكرم اخلاقه بعثت اليه فعرضت عليه ان يخرج فب مال لها الى الشام
تاجراوتعطيه افضل ماكانت تعطى غيره فخرج مع غلام لها يقال له ميسره
السلسله القادمه زواجه من خديجه يتبع