a7
الموضوع عن الأذية التي يتعرض لها النبي الكريم صلى الله عليه و على آله و سلم
خاطرة حزينة جدا من نبينا و حبيبنا صلى الله عليه و على آله و سلم ، يناجي بها ربه ،
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ..
و قلة حيلتي ..
و هواني على الناس ..
يا أرحم الراحمين إلى من تكلني ..
إلى عدو يتجهمني ..
أم إلى قريب ملكته أمري ..
إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي ..
غير أن عافيتك أوسع لي ..
أعوذ بنور وجهك الكريم ..
الذي أضاءت له السموات و الأرض ..
و أشرقت له الظلمات ..
و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة ..
أن تحل علي غضبك ..
أو تنزل علي سخطك ..
و لك العتبى حتى ترضى ..
و لا حول و لا قوة إلا بك ..
(الطبراني وقال السيوطي حديث حسن)
اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي : قدم إليك ، ليفيد الاختصاص ، أي أشكو إليك لا إلى غيرك ، فإن الشكوى إلى الغير لا تنفع
وقلة حيلتي وهواني على الناس : أي احتقارهم إياي واستهانتهم واستخفافهم بشأني واستهزاؤهم بي
يا أرحم الراحمين : و الشكوى إليه سبحانه لا تنافي أمره بالصبر في آي التنزيل فإن إعراضه عن الشكوى لغيره وجعل الشكوى إليه وحده هو الصبر ، و اللّه سبحانه وتعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه ، و يحب من يشكو ما به إليه
إلى من تكلني : تفوض أمري
إلى عدو يتجهمني : بالتشديد أي يلقاني بغلظة و وجه كريه و مكفهر ؟
أم إلى قريب ملكته أمري : أي جعلته متسلطاً على إيذائي و لا أستطيع دفعه
إن لم تكن ساخطاً علي فلا أبالي : بما يصنع بي أعدائي و أقاربي من الإيذاء طلباً لمرضاتك
غير أن عافيتك : التي هي السلامة من البلايا والأسقام
أوسع لي، أعوذ بنور وجهك : أي ذاتك
الكريم : أي الشريف و الكريم يطلق على الشريف النافع الذي يدوم نفعه
الذي أضاءت له السماوات والأرض : جمع السماوات و أفرد الأرض لأنها طبقات متفاضلة بالذات مختلفة بالحقيقة
وأشرقت له الظلمات : أشرقت على البناء المفعول من شرقت بالضوء تشرق إذا امتلأت به واغتصت وأشرفها اللّه
وصَلـَـح عليه أمر الدنيا والآخرة : أي استقام و انتظم ،
أن تحل عليّ غضبك : أي تنزله بي أو توجبه عليّ.
أو تنزل عليّ سخطك : أي غضبك هو من عطف الرديف
ولك العتبى حتى ترضى : أي أسترضيك حتى ترضى ،
و لا حول ولا قوة إلا بك : استعاذ بهذا بعد الاستعاذة بذاته تعالى إشارة إلى أنه لا توجد قابضة حركة و لا قابضة سكون في خير و شر إلا بأمر التابع لمشيئته
{إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}
وهذا يسمى دعاء الطائف ، و ذلك أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لما مات أبو طالب ، اشتد أذى قومه له فخرج إلى الطائف ، رجاء أن يأووه و ينصروه ، فأذاقوه أشد من قومه ، و رماه سفهاؤهم بالحجارة حتى دميت قدماه ، و زيد مولاه يقيه بنفسه حتى انصرف راجعاً إلى مكة محزوناً ، فدعى بهذا فعند ذلك أرسل إليه ربه ملك الجبال فسأله أن يطبق على قومه الأخشبين فقال: بل استأني لعل اللّه أن يخرج من أصلابهم من يعبده.
a2