لماذا كل هذا الاطمئنان ...
اين همة المسلم والمسلمة ...
اين حفظنا لكتاب الله في صدورنا .... اين مكابدة الصعاب لتعلم العلم الشرعي الفرض علينا ....
اين الهمم يا امة القمم ...؟؟؟
اين الهمم .... والاهداف .... والبذل والسعي ...؟؟؟
اتحبون ان تكونوا قد حرمتم من رفقة الحبيب صلى الله عليه وسلم آله وصحبه في الدنيا وان تحرموا منه في الاخرة ..؟؟؟
اتشترون هذه بتلك ..؟؟؟
والله اناشدكم جميعا ....
فما تفطر قلبي على شيء قدر ما تفطر على رؤية هذه الامة تغط في نوم عميق والله ينتظر منا القيام والبذل والسعي كي يبلغنا آمالنا ....
والله ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا ارى امة القمم صارت بدون همم ....
اناشد الملتزمين والملتزمات خاصة ....
اين انتم يا من تحملون شعار ولواء الدين ....
ان كنت اراكم هكذا تغطون في نوم عميق فماذا انتظر من البقية ....
ان كنت اسمع وارى الملتزمين والملتزمات يقولون ويجعلونها حجة ان حفظ القران ليس بفرض وان العلوم الشرعية ليست لاي احد وان الاخلاق الحسنة هبة من عند الله وان بر الوالدين قدر استطاعتنا وان وان وان ....
ارى كل احد (واحيانا كثيرة نفسي) يقولون نحن لا نستطيع فبداخلنا اشياء كثيرة خطأ كيف ندعو الناس ونحن لا نملك ما نقول .... انا استحيي من دعوة الناس واخاف ان يردوني ... انا كذا وكذا وكذا ...
وارى مبررات ومسوغات ليس لها اي اساس من الصحة بل اقول والله شهيد ...
انه عذر اقبح من ذنب ....
كل منا اهتم بالخارج والمظهر ونام على هذا وما عرف ان الدين ليس مظهرا فقط ....
كل منا يحتج بالظروف وضيق الوقت ( وانا معكم ولست افضل كثيرا ولكني احاول بفضل الله وحده ومنته )...
اتدرون لما نزع الله البركة من اوقاتنا وصارت حياتنا وايامانا لا نشعر بها ...؟؟؟
من ذنوبنا وركوننا وتوكل كل واحد على الاخر ....
ونحسب انه اذا قام بعض الملتزمين بما يجب سقط عن الباقين ...
واين هذا وفي شرع من ...؟؟؟
والله ان الدين لا يؤتى الا من قبل الملتزمين والملتزمات الذين لم يلتزموا الالتزام ظاهرا وباطنا ....
اتحب اخي واتحبين اختي في الله ان تكونوا الثغر الذي من خلاله يهدم الدين الذي من اجله عانى حبيبنا صلى الله عليه وسلم وصحابته واهله اشد الصعاب كي يوصلوه الينا ...؟؟
اناشد قلوبكم ان تتفكروا قليلا في ما حدث للحبيب صلى الله عليه وسلم من احداث ومشاق ....
والله عندما اقرا عنه كأني اراه يتألم علينا ونحن ماذا قدمنا ..؟؟؟
اشعر بالخزي اننا نقول اننا من هذه الامة ... فهذه الامة لا تحمل من هم مثلنا ... هذه امة الهمم والقمم والعظماء ..
والله لا ادري ما اقول فلا اجد الا ان اثير فيكم الهمم التي قتلتموها بحب الدنيا والجري ورائها دون طائل وفي النهاية ماذا ...؟؟؟
لن يأتيكم منها الا ما كتب لكم ....
اردت القول بان هذه الاهداف التي في داخلنا ( واتكلم عن الاهداف النبيلة ) انها لن تأتي بالتمني والجلوس وانتظارها ....
فما نيل المطالب بالتمني ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ** اذا الاقدام كان لهم ركابا
فها انا ( ولست شيئا لاوجهكم ) ولكن من باب ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ....
اعملوا لاخرتكم فان الموت قادم لا محالة وحين تنقطع الكهرباء لن يكون معك الا ما عملت وما قدمت ...
فاجعل شعاعك العلم والعمل والقرآن والاخلاق الحميدة ...
اسعى ورائها بكل جد واجتهاد ...
فقد قال الله عزوجل( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ** وأن سعيهُ سوف يرى ** ثم يجزاه الجزاء الأوفى )...
فانت ان اردت واستعنت بالله فان الله قادر ان يعينك وان يجزيك اجر ما فعلت وما قدمت ....
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم( استعن بالله ولا تعجز)
وتذكروا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم( عش ما شئت فانك ميت ، واحبب من شئت فانك مفارقه ، واعمل ما شئت فانك مجزي به )...
اعلموا جميعا اننا لا نملك لانفسنا من الله شيئا وليس لنا صك امان من الموت وصك لدخول الجنة ...
فالموت آت لا محالة ... وكما قال شيخي الفاضل ( ابو اسحاق الحويني حفظه الله وبارك في عمره وعلمه وشفاه عاجلا غير آجل ) اننا لا نملك الا هذا النفس الذي نتنفسه فالنفس الذي مضى قد مضى والنفس الذي لم يأتي فليس ملكنا فالنستغل هذا النفس الذي نملكه الان ونجعلها لحظة فارقة ...
لابد ان كل واحد منا لديه شيء يرغب ان يفعله او صفة يريد ان تكون فيه او معصية او ذنب يريد ان يتخلص منه او زيادة يزيدها في اشياء عدة ... فلتكن هذه هي اللحظة الفارقة قرر ما تريد واستعن بالله وابدا بالتنفيذ ..
ولا ننسى ...
فالمعونة على قدر المؤونة ...
اجعل همتك في السماء ... دعك من الاعذار ... استعن بالله وابدا...
ادعوكم ان ننفض جميعا الغبار عن انفسنا وعن هممنا ... فكل منا يملك همة تناطح السحاب ولكن تحتاج فقط الى بعض الجلي القليل ...
فالننهض بهمتنا ...
فلنقبل على الله بقلوب وهمما صادقة ...
فمن صدق الله فسوف يصدقه الله عزوجل ...
فالنقم ونلتزم قرآننا وعلومنا وعملنا واخلاقنا ... فلنلتزمها ونرقى بها ...
فرب همة رفعت امة .... ورب عمل صغير كان له الاثر الكبير ...
فهيا اخواني واخواتي في الله نقبل على الله ونلتزم بابه ونسعى بين يديه وباذنه وحده سوف نري الله من انفسنا خيرا كثيرا ....
ولنتذكر انه ما بقي الا اياما معدودات على شهر عظيم لابد ان كل منا يريد الفوز به ... ولكن قال الله جل وعلا ...
( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )...
فالنعد العدة لهذا الشهر العظيم حتى لا يثبطنا الله ولكن لعيننا ...
فالنطلبه بصدق ونعمل من اجله ونبذل لعله يكون البداية ..
اختي التي تتمنى ان ترتدي تاج الوقار ... هيا فهذا هو الوقت المناسب
اخي واختي الذين يريدون ختم القران حفظا .... هيا فهذا هو الوقت المناسب...
اخي الذي يخاف ان يطلق اللحية خوفا من الاستهزاء او الاهل ... هيا فهذا هو الوقت المناسب ....
هيا يا من تخاف من فعل شيء او لا تستطيع ... هيا فهذا هو الوقت المناسب ...
استعن بالله وابدا .... وهو الخير باذن الله ..
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وانت راض عنا ونحن في طاعتك وما تحب..
اتمنى ان تكون هذه هي البداية المحرقة لنهاية مشرقة باذن الله العلي القدير ...
اعتذر ان كان في كلماتي الحدة فوالله ما كان هذا الا من دافع حبي لامتي وديني وربي قبل كل شيء ...
هيا اخواني واخواتي من يقول انا لها .... من يقول لن يسبقني الى الله احد ...
من سيكون معه الانوار اذا انقطعت الكهرباء يوما فجأة ..؟؟؟
من منا لن ينساه اهله بعد مماته ... من منا سيظل التاريخ يذكره ويذكر ما قدمه لخدمة دينه باخلاص وصدق لله وحده ...؟؟
من منا سيؤثر على اهله واخوانه وجيرانه واهل مسكنه واهل شارعه واهل بلده كلها بل واهل العالم اجمع .. حتى يظل الدعاء موصول له بعد موته ؟؟
قال الله عزوجل( يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملآئكة غلاظ شداد * لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون )
هيا فلنري الله من انفسنا خيرا ونقول لن يسبقنا الى الله احد ....
وجزاكم الله خيرا
والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
اختكم / المشتاقة لله