فتش عن صديق
الإنسانُ مدنيٌ بطبعه.. ودلالة ذلك
كبيرُ الحرص على إقامة العلاقات..
وعظيمُ الشوق أن نتخذ الكثير زملاء لنا..
والسؤال الأهم.. ما التصنيفُ المناسب لكل شخص!
وما حدودُ العلاقة معه.. وقبل ذلك كيف نختار؟
إن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يرزقه بصديق يجده في السراء فيتضاعفُ الفرحُ معه،
ويقف معه في الأزمات فيخف الهمُ بتقاسمه معه..
وهؤلاء هم أصدقاءُ القلب وعُدلاء الروح..
إن أخاك الصدقَ من يسعى معك *** ومن يضرُّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك *** شتَّت فيك شمله ليجمعك!!
ولكن.. كم من أشخاص اغتررنا به وظننا أنهم أوفياء مخلصون !!
وإذا بالدنيا ومواقفها تفضحهم!
فكم من سرٍ لنا أفشوه؟! وكم خصوصيةٍ هتكوها.. ؟!
وكم من نصيحة خدعونا بها..
وكم من تحطيم مدروس قدموه لنا تحت مظلة شرعية (النقد.)
إن من متع الحياة أن نُرزقَ بصداقات نبادل فيه جملا من التواصل المعنوي الراقي ونوفر لبعضنا ألوانا من الأمن النفسي والمادي..
نقدم لبعضنا أعمالا في السر لا يعلمها إلا الله..
وندعو لهم كما ندعو لأنفسنا، عونٌ في الشدائد،
ويدٌ في النائبات وأنيس في الوحشة..
أثبتت الدراساتُ أن أغلب الذين يعانون من الأمراض النفسية من قلق واكتئاب وغيرها هم من الذين فقدوا الدعم الاجتماعي وعاشوا في عزلة..
كن أنت ذلك الصديق الحاني والقلب الرحيم المخلص..
أنصت بصدقٍ وانصح بصدقٍ وافرح بصدقٍ واحزن بصدقٍ..
عندها ستجد للحياة طعماً آخر ومذاقاً غير ما تُحِسُ به!
خير الحديث:-
(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
خالد المنيف