أجمع العارفون كلهم على أن التوفيق:ألا يِكلَكَ الله تعالى إلى نفسك,والخذلان:أن يكلك الله تعالى إلى نفسك.
فمن أراد الله به خيراً فتح له باب الذل والانكسار،ودوام اللجأ إلى الله تعالى والافتقار إليه,ورؤية عيوب نفسه وجهلها وظلمها وعدوانها,ومشاهدة فضل ربه وإحسانه,ورحمته,وجوده,وبره,وغناه,وحمده.
فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين،ولايمكنه أن يسير إلا بهما,فمتى فاته واحد منهما,فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه.
قال شيخ الإسلام:"العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل"
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:{سيد الاستغفار أن يقول العبد:اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت,خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت,أعوذ بك من شر ماصنعت,أبوءُ لك بنعمتك عليَّ,وأبوءُبذنبي،فاغفرلي،إنه لايغفرُ الذنوب إلا أنت}
فجمع في قوله صلى الله عليه وسلم:"أبوءُلك بنعمتك عليًّ,وأبوءُ بذنبي"بين مشاهدة المنة,ومطالعة عيب النفس والعمل.
فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان ,ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار,والافتقار,والتوبة في كل وقت.
__________________
جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أدِّبه بالذكر".
...
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
منقوووووول
</I>