عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2010-07-11, 8:12 PM
محبه رسول الله
عضو جديد
رقم العضوية : 121742
تاريخ التسجيل : 26 - 6 - 2010
عدد المشاركات : 51

غير متواجد
 
افتراضي
ومن الأشهادِ الأرضُ والأيامُ والليالي ، تشهدُ بما عَمِلَ فيها وعليها ، ويَشهدُ المالُ على صاحِبِه ، وقد عقد القرطبيُّ -في تذكرته- لهذا الموضوع بابًا ، وذَكَرَ فيه حديثَ الترمذيِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَرَأَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذه الآية { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا }[ الزلزلة : 4]. قال :« أتدرونَ ما أخبارُها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :فإنّ أخبارَها أن تشهدَ على كلِّ عبدٍ أو أَمَةٍ بما عملوا على ظهرِها ، تقول : عَمِلَ يومَ كذا كذا وكذا ، فهذِهِ أخبارُها » .
قال الترمذي : هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب .
ويشهدُ على العبدِ أيضًا ملائكةُ الرحمن جل جلالُهُ الذين كانوا يُسَجِّلون عليه صالِحَ أعمالِهِ وطالِحَها ، كما قال تعالى : { وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }[ ق : 21 ] ، والسائقُ والشهيدُ هما الملكانِ اللّذان كانا مُوَكَّلَيْنِ بتلك النفس .
وتَشْهَدُ الملائِكَةُ على العِبَادِ بما كانوا يعملون ، {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ }[ هود : 18]، فإذا لَجَّ العبدُ في الخصومة ، وكَذَّبَ رَبَّه ، وكَذَّبَ الشهودَ الذين شَهِدُوا عليه ، أقامَ اللهُ عَلَيْهِ شاهِدًا مِنْه ، فتَشهَدُ على المرءِ أعضاؤُه ، فيختِمُ اللهُ على فَمِهِ وتنطِقَ جوارِحُه ، رَوَىٰ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ في صحيحِ مسلمٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ انْطِقِي . قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ - قَالَ - ثُمَّ يُخَلَّىٰ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ - قَالَ - فَيَقُولُ بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا . فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ » .

أسالُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ، وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوكيل

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين