عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2010-07-11, 8:09 PM
محبه رسول الله
عضو جديد
رقم العضوية : 121742
تاريخ التسجيل : 26 - 6 - 2010
عدد المشاركات : 51

غير متواجد
 
افتراضي
وأورد ابن كثير عند تفسير هذه الآيةِ الحديثَ الذي يرويه مسلمٌ والنَّسائيُّ وأحمدُ عن عبد الله بن مسعود أن رجلاً تصدق بناقةٍ مخطومةٍ في سبيلِ الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لتأتينَّ يومَ القيامة بسبعِمائة مخطومة » ، هذالفظُ أحمدَ والنسائيّ . ولفظُ مسلم : جاء رجل بناقة مخطومة ، فقال : يا رسول الله . هذه في سبيل الله ، فقال : « لك بها يومَ القيامة سبعُمائة ناقة » .
وأما الأعمال التي تضاعف أضعافًا لا تدخل تحت حصر ، ولا يحصيها إلا الذي يجزي بها -سبحانه- فهي الصوم ، ففي الحديث الذي يرويه البخاريُّ ومسلمٌ وأحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَف ، الْحَسَنَةُ بعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي » .
والسِّرُّ في كونِ الصائمِ يُعطَىٰ من غير تقدير ، أنَّ الصومَ من الصبر ، والصابرون يُوَفَّوْنَ أجورَهُم بغير حساب ، قال تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] ، قال القرطبي : " وقال أهل العلم : كلُّ أجرٍ يُكالُ كيلاً ويُوزَنُ وزنًا ، إلا الصوم ، فإنه يُحثَىٰ ويُغرَفُ غَرْفًا " .
ومن الصبر : الصبرُ على فجائعِ الدنيا وأحزانِها وكربِه االتي يبتلي اللهُ بها عبادَه ، قال تعالى :{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 155-157] .
وعندما يَرىٰ أهلُ العافيةِ عِظَمَ أجرِ الصابرين يتمنَّوْنَ أن تكون جلودُهُم قُرِضَت بالمقاريض لينالوا أجرَ الصابرين ، ففي سننِ الترمذيِّ عن جابر ، وفي معجم الطبراني عن ابن عباس بإسنادٍ حسنٍ أن رسولَ اللهِ صلّىٰ اللهُ عليه وسلمَ قال : « لَيَوَدَّنَّ أهلُ العافيةِ يوم القيامة أنَّ جلودَهُم قُرِضَتْ بالمقاريضِ مِمَّا يَرَوْنَ من ثوابِ أهلِ البلاء » .
ومن فضلِ اللهِ تباركَ وتعالى أنَّ المؤمنَ الذي يَهِمُّ بفعلِ الحسنة ، ولكنه لا يفعلُها تُكتب له حسنةً تامّة ، والذي يَهِمُّ بفعلِ السيئةِ ثم تُدرِكُهُ مخافةُ اللهِ فيترُكَها ، تُكتب له حسنةً تامة ، ففي صحيح البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَم ْيَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةًكَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً » .