الموضوع: القلوب أولاً،،
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-07-07, 9:07 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي القلوب أولاً،،

القلوب أولاً،،




كان متحدثا" بارعا" ممتعا" لولا أسراب خجل تحلق فوق كلماته..
في جلسة سمر مضى يتحدث عن التربية وأهميتها ثم أشار إلى دراسة خطيرة تقول إن الطفل تتشكل شخصيته بنسبة 90% من ولادته حتى السادسة من عمره..
وفجأة وبلا مقدمات إذا بصوت نشاز قد نضب الحياء من وجه صاحبه وبلهجة قد قصَّ عنها جناح الذوق:
خطأ في خطأ كلامك!
لحظات صمت سادت!
هل من شيء؟!
ظننا أن هناك تجاوزا" شرعيا" حدث!
أو اعتداءً على ثابت فات علينا!
هجم هذا المتحدث على صاحبنا بعنف ونشوة وكأنه ظفر بالمال في حقيبة السارق المجرم أو الزجاجة في جيب الغلام الفاسق أو العشيق العابث في خدر الفتاة، موبخا له على بيان معلومة خاطئة قائلا: ليس في سن السادسة وإنما في السابعة.
كل تلك الجلبة والتهور لأجل أن العمر المقصود هو السابعة وليس السادسة،
أما صاحبنا فقد تضرج خداه خجلا" وندى وجهه عرقا"
حتى ثقل لسانه ووهنت عزيمته وانكسر خاطره، ولا أبالغ أنني تمنيت أن يرزق هذا الفج بمثله فيرد عليه قارع الكلام بقارع من فعل يؤدبه ويعيده إلى صوابه.


ما نعلمه من أمر هذا المعارض أن الله قد أطفأ من قلبه شعلة الذكاء وأسكن رياح الفهم عن عقله، كان أسا في الجهل، ومعلما من معالم السطحية.
قد تكون معلوماته صحيحة ولكنها تظل معلومة لا ترتقي أن تكون مسلمة، فأي فارق بين السادسة والسابعة؟.
وأي فارق في الأساس إن كان هذا الرجل على صواب أو خطأ؟!
لو أن المعلومة التي يعارض عليها خطيرة وينبني عليها أمر في غاية الأهمية فهذا يسوغ المعارضة بل وتجب لخطورة الأمر، إما إذا كان الأمر مجرد دراسة أو إحصائية فالأمر ليس بذي بال ويتأكد هذا حال أن المعارض ليس متخصصا.


وقفة..
يقول شوبنهاور: (ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء)... معارك صغيرة ومكاسب محدودة نحشد لها الطاقات ونجيش الجيوش لهدف بسيط وهو الإحساس بالمزيد من الأهمية وتأكيد الحضور، قد تكسبنا مشاعر زهو مؤقتة وحالات تسام لكنها للأسفل. تأهب وتحفز لتصيد الأخطاء وتعام سامج عن الإيجابيات.
ماذا نستفيد إذا خطأنا الآخرين وأحرجناهم وأشعرناهم بضآلتهم وسطحية حديثهم؟ شهوة الغلبة والظفر في تلك الحالات قد نكسب من خلالها الموقف ولكننا نخسر الأهم وهو القلوب.


ومضة قلم:
إن من يفرح بالانتصار بالمعارك الصغيرة هو في الحقيقة الخاسر الأكبر.



خالد المنيف



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟