عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-07-06, 8:28 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي عندما يقودنا الآخرين

عندما يقودنا الآخرين



(مُوديل فُستانِك مرّة قديم) قيلت (لمها) في مناسبة عامة..

ظللت جبينها الوضاح بعد تلك الكلمة سحابة حزن....
عادت لمنزلها باكية مهمومة بقلب موجع وصدر ضيق ودمع منحدر..
انقلب فرحها إلى ترح! تمنت لو اختطفها الطير أو سقط عليها كسف من السماء ولم تسمع تلك الجملة!!
موقف قد نمر به جميعاً..
فلربما أسمعنا الآخرون كلمة جارحة أو نقداً سخيفاً أو نظرة جافة...
وبعدها تسوء نفسياتنا وتتدهور صحتنا وتضعف ثقتنا بأنفسنا..
وتلك جريمة عظيمة وجناية نرتكبها بحق ذواتنا...

إن السيطرة على الآخرين أمر متعذر فليس بالإمكان تكميم أفواههم واعتقال ألسنتهم..
إن التأثر الكبير بالآخرين يعني تمكينهم من ذواتنا وتسليمهم قيادتنا وهذا يعني الحكم على أنفسنا بالضعف!
إن ما نملكه ولنا حق السيطرة عليه هو تفكيرنا ومن ثم مشاعرنا..

إن مكمن القوة وأس البطولة يتمثل في التوجيه الإيجابي لأفكارنا والسبيل إلى هذا - في نظري يتمثل في تشرب معنيين مهمين هما:
1) أن من الغفلة الخطيرة والوهم الكبير أن تتخيل نفسك مقبولاً مرضياً عنك من الجميع.. فالركض خلف الناس لطلب إرضائهم يعد ضعفاً في الشخصية وخوراً في الهمة إضافة إلى كونه أمراً مستحيلاً لم يتحقق لبشرٍ من قبل..
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا"أن تعد معايبه"
فما عليك إلا أن تتحرى الصواب طالباً فيه وجه الله عزّ وجلّ ومرضاته، منصتاً للنصح والنقد البناء.. عصياً كالصخر على أي نقد محطم.

2)أن من الروعة بمكان أن ننشد الإتقان ونتلمس التمام ولكن الإشكالية تكمن في المقاييس العالية جداً التي قد نضعها لأنفسنا عند قيامنا بأي عمل فإما أن تكون نسبة الإتقان 100% أو أن ما قمنا به يُعد فشلاً ذريعاً وسقوطاً مدوياً، وهذا خطأ فادح وظلم عظيم للنفس إذ أننا مطالبون باستنفاد الجهد واستفراغ السبب والاتكال بعدها على الله، (فعقلية 100% أو فشل( ستصنع منك شخصاً متوتراً ذا أفق ضيق محطم المواهب مسلوب الإرادة والقدرة.
أخي الكريم.. أختي الكريمة: إن الحياة قصيرة فلا تستحق أن نقضي منها ولو وقتاً يسيراً في همٍ وحزنٍ.. والحقيقة أننا نحقق أمنيات بعض الحساد والحاقدين الذين يسلبون الخزائن نفائسها والأجسام أرواحها عندما نتوجع ونتألم من سيئ حديثهم وجاف نظراتهم... ثق بنفسك واستعد حيويتك وتأكد أنه لا حياة بدون وجود أمثال هؤلاء! وليس من صواب الرأي ورجاحة العقل أن نجعل من كلمات الكل ميزاناً نزن به ذواتنا ومقياساً نقيس به تصرفاتنا، فإن رضوا اطمأن وإن سخطوا غضب وأساء الظن بنفسه!



ومضة برق:
(بإمكانك أن تحطم العصي والحجارة على عظامي، لكن لن تستطيع كلمة منك أن تنال مني!)




خالد المنيف



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟