الموضوع: همم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-07-06, 5:05 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي همم




أبو محجن الثقفي رضى الله عنه رجل من المسلمين , كان قد ابتُلي بِشُربِ الخمر, وطالما عُوقِبَ عليها ويَعودُ ويُعاقبُ ويعُود !
فلمَّا تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية خرج معهم أبو محجن الثقفي t وحَمَل زاده ومتاعه ولم ينسَ أن يحمل خمراً دسّها بين متاعه !
فلمّا وصلوا القادسية وكعادة المسلمين قبل كل قتال يبدؤون بالدعوة إلى الله !
وبدأت المفاوضات والمراسلات بين " سعد بن أبي وقّاص رضى الله عنه " قائد المسلمين و" رُستم " قائد الفرس .!
وخلال هذه الفترة وسّوس الشيطان لأبي محجن رضى الله عنه فاختبأ في مكانٍ بعيدٍ وشَرِبَ الخمر !
فلمّا عَلِمَ به سعد بن أبي وقّاص رضى الله عنه غَضِبَ عليه وحَرَمَه من دخول القتال ثم أمَرَ به وقُيّد بالسلاسل , وأُغلِقَ عليه في خيمة ..!
وكان سعد بن أبي وقّاص رضى الله عنه قد أُصيبَ بقروحٍ في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال !
لكنه كان يُراقِب القتال من بعيد , و يُوجِّه المسلمين يمنة و يسره ..!
فلمَّا ابتدأ القتال وسَمِعَ أبي محجن صَهِيل الخيول وصيحات الأبطال لم يُطِق أن يصبر على القيد ، واشتاق إلى الشهادة ..!
بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله تعالى ..!
نعم ..
وإن كان عاصياً ..!
وإن كان مدمن خمر .. !
إلاَّ أنه مسلم يحب الله ورسوله ..!
فأخذ يتحسَّر على حاله وينشد قائلاً :
كفى حزناً أن تُدْحم الخيل بالقِنى وأُتْرَكُ مَشـــــــــدوداً عَليَّ وِثَاقِيــا..!
إذا قُمْتُ عَنَّانِي الحَديد وغُلِّقَـت مَصَاريع من دُوني تَصُمّ المُنَاديـا ..!
وَقَدْ كُنْـــــتُ ذَا مَالٍ كثيـرٍ وأخوة وَقَدْ تَرَكُـوني مفرداً لا أَخَا لَيِــا ..!
فلله عهـــــــــــــدٌ لا أَحِيـفُ بِعَهْـدِه لئن فُـــــــرِجَت ألَّا أزورُ الحوانيـا..!

ثم أخذ يُنادي بأعلى صوته ..
فأجابته امرأة سعد : ماذا تريد ؟؟
فقال : " فُكِّي القيد من رجلي وأَعْطِني البلقاء فرس سعد فأُقَاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أُريد..
وإن بقيتُ فَلَكِ عَهْدُ الله وميثاقه أن أَرجع حتى أضع القيد في قدمي ".. !
وأخذ يرجوها ويُناشدها حتى فكَّت قيده وأعطته البلقاء فَلَبِس درعه وغطَّى وجهه بالمغفر..
ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى نفسه بين الكفار يُدافع عن هذا الدين ويُحامي ..!
فقد علَّق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ...!
حمل على القوم يلعب برقابهم بين الصفين بِرُمْحِه وسلاحه ..!
تعجَّب الناس منه وهُم لا يعرفونه ولم يروه في النهار ..!
ومضى أبو محجن يُقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله ... !
فلمَّا رأى سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أبا محجن عَجِبَ من قوة قتاله .. !
وقال : " الضرب ضرب أبي محجن ، والكَرُّ كَر البلقاء ..!
وأبو محجن في القيد والبلقاء في رباطها "!!
فلمَّا انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد .!
ونزل سعد فوجد فرسه يَعْرق فقال : ما هذا ؟
فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه وأطلقه!
وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبداً !
فقال أبو محجن : وأنا والله لا شَرِبتُ الخمر أبداً ...!
y

فهل من هَمٍّ للدين مثل هَمِّ أبي محجن خاصةً و نحن في إجازة؟!

/
للشيخ : حمود الحارثي ..



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟