الأمنية :
مبدؤها صمت فكرة ..
فكرة تراودُ صاحبها ينامُ عليها ويصحو ولا يتبرمُ منها، يشاكسها ينسجُ خيوطها يلحُ عليها و تظل هي الأخرى تلحُ عليه مرارًا وتكرارًا ، ثمّ تنفجرُ حبالها الصوتية ! لتصبح صوت فكرة ينطلقُ في الفضاء ويعلن قدومه بقوة !
وهي حُلُم تلوحُ في آفاقه يقتات من بُعدها الشاسع حِلمًا ، ويجسدُ من خيالها القابعُ في وطنِ السراب كائنات تجعلهُ يعبرُ المحيطات فكرًا وروحًا وجسدًا لتصبح حقيقة مأهولة بآلاف من الحقائق المفاجئة والتي ماكانت لتكون دون حراكٍ وبذلٍ وعمل !
هي أمل .. لايخالطهُ بؤسٌ ولا شؤمٌ ولا يأس !
هي هدف .. ومن طلب العلى سهرَ الليالي .. !
لاتخلو ..! وهيهات .. أن تخلو
من عائقٍ يعترضُ طريقها ..
من مفاجئات الزمان والمكان ..
لكنها تصنعُ فلسفات من عوائقها ، تصبُ في معانٍ سامية وقيمٍ عالية ربما لا يصبوا من خلالها إلى أمنيته ، لكن يكفيهِ فخرًا أن رسمَ طريقًا شاقًا مملوء بالتجارب من أجل أمنية !!
يقول علاء الديب عن العقاد :
بعد كل شقاء العقاد خرج من الحياة وهو لم يحقق أمنيتين على نفسه !
أن يحل مشكلة التذوق الجمالي في الفن ،
وأن يقدم للناس تفسيرًا جديدًا للقرآن .
" لكن انظر ماذا صنع وهو في طريق الأمنيات "
وللأمنيات اختبار!
تختبرنا الأمنيات حين تقرر وقوعها في أحلك الظروف وأصعب الأوقات !
فلنقرر اجتياز اختبارها بنجاح ، ولا نجعل أنفسنا رهائن الأوهام !
اروى عبد الله