[الشــاهينة الأزديــة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى89 المنطوي على نفسه كثيراً الذي يكره مخالطة الناس والأهل منهم , أيعتبر مقاطعاً لصلة الأرحام؟؟ ممكن إجابة واضحة ؟!

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..


أختي نهى 89 .. مرحبا بك ِ والإنطواء والإنغلاق على النفس وهجر الأهل هل هو برغبة من هذا المنطوي .. أم أنها حالة نفسية عابرة ؟


وعلى أي حال يا عزيزتي فهذا الشخص هو المتضرر أولاً وأخيراً ومن أبعادٍ عدة , سأحاول أن أوضح لكِ :

أن معالم الشخصية للإنسان لابد أن تصقل بالإحتكاك بالمجتمع وأولهم الأهل وهذا بالإختلاط بهم والإندماج معهم وتكوين علاقات مع الآخرين ومساعدتهم والتعايش معهم والأهم طبعاً يا أختي الأهل ..

" واللي مافيه خير لأهله فمافيه خير للناس .. صح أو لا ؟ "

وليس معنى ذلك أنه 0 على الشمال ولكنه ليس ببعيد عن ذلك وإنما عضو زائد في العدد ..
والفرد منا مرهون بتفاعله مع من حوله وإن إنعزل وطالت مدة العزلة وبرغبة منه فإنه سيصبح عالماً لا يعيش به إلا هو وحده فيتكون ذلك الصدأ على القلب ويصبح متحللاً من حبه ووده لأهله وأقاربه فلا حب ولا ود ولا تناصح ولا تشاور .. ولا .. ولا .. ونعم لا يكرههم بل لا تكون تلك العلاقة المطلوبة والمعروفة لدينا جميعاً .. والأهل في حاجة لوجوده بينهم والإحساس بهم وبأمورهم ومشاكلهم ..


أختي ..


هذا نوع من أنواع القطع والقطع عكس الوصل والوصل هو صلة الرحم وقطعها يعد مانعاً له لأن يكون أول من يلج باب الجنة .. قال الله تعالى :

"واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً "

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " وأيضاً .. "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"

هذا للمؤمن لأخيه المؤمن فكيف بالأهل .. فأعجل الخير ثواباً صلة الرحم وهي باب خير وسعة في الرزق والإنعزال والإنطواء يعتبر قفلاً لهذا الباب ..

فـ سؤالك ِ يا نهى 89 عن الإنطواء وعلاقته بقطع صلة الرحم وحكمة ..


والإجابة كانت عامة والأهم إن كان الإنطواء بفعل يد صاحبة وبقصد منه فـ ليبدأ في تغيير حالة وليتيقن بما سلف .. وإن كان ناتجاً عن حالة نفسية فـ ليبدأ أيضاً بالبحث عن سبل العلاج لذلك ..


ووفق الله الجميع .. وشكراً لك ِ ..