السلام عليكم ورحمة الله ،،
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفـر له ما تقدم من ذنبه " .
وأينا لا يرغب أن يغفر الله له ذنبه فيرجع كيوم ولدته أمه ، وأينا لا يستطيع أن يجاهد نفسه لساعات معدودة في أيام معدودة ، قال تعالى : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . أيامًا معدودات ) ، وصدق الله تعالى ، فهي أيام معدودة وتنتهي وساعات محدودة وتنقضي ، وتبقى لذة الطاعة ، بل أن أثرها يدوم في القلب ، وكلما استرجع المتهجد هذه الساعات التي وقفها بين يدي الله ، فإنه يشعر بسمو روحه ورقة قلبه وقوة إيمانه .
وهذه بعض صور فضل قيام الليل ، منها ما هو في الدنيا والجزاء الأوفى أدخره الله للمتهجدين في الآخرة :
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم ، يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة " .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة غرفًا يرى ظهورها من بطونها ، وبطونها من ظهورها . قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام " .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين " .
ولو نعدد الأحاديث والآيات التي تبشر أهل الليل بفضل قيام الليل لما اتسع لنا المجال ، ولكنا نود أن نختم بقوله تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون . فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) . قال في حادي الأرواح بعد سياق هذه الآية . . فتأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس ؟ وكيف قابل قلقهم واضطرابهم على مضاجعهم حتى يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة ؟ . قال ابن جرير : الجنة مائة درجة ، أولها درجة فضة وأرضها فضة ، ومساكنها فضة ، وآنيتها فضة وترابها المسك . والثانية ذهب ، وأرضها ذهب ، ومساكنها ذهب ، وآنيتها ذهب وترابها المسك . والثالثة لؤلؤ ، وأرضها لؤلؤ ، ومساكنها اللؤلؤ ، وآنيتها اللؤلؤ وترابها المسك . وسبع وتسعون بعد ذلك ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . وقد تفضل تعالى على المتهجدين بدخول الجنة بغير حساب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة ، فينادي منادي فيقول : أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيقومون وهم قليل ، فيدخلون الجنة بغير حساب " .
ومن الوسائل التي تعينك على قيام الليل : أن لا تكثر من الأكل والشرب ، ولا تتعب نفسك في النهار بالأعمال الشاقة ، وتستعين بالقيلولة ، وأن تحرص على الإخلاص ، وتستحضر عظمة من تقوم بين يديه . فقد روي أن الله أوحى إلى موسى عليه السلام " إذا ذكرتني فاذكرني وأعضاؤك تنتفض ، وإذا دعوتني فاجعل لسانك من وراء قلبك ، وإذا قمت بين يدي فقم مقام الذليل الحقير ، وذم نفسك ، فهي أولى بالذم وناجني حين تناجيني بقلب وجل ولسان صادق " . واعلم أنه يستحب الاغتسال في كل ليلة من ليالي العشر . وكذا يستحب التطيب ولبس أفخر الثياب .
المراجع : تفسير القرآن العظيم لابن كثير + رياض الصالحين + عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان .
التعديل الأخير تم بواسطة لولوة حماده ; 2004-11-03 الساعة 12:52 PM.
توقيع لولوة حماده |
كن جميلاً .. ترى الوجود جميلاً
|
|