الموضوع: دعوة للتغيير
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-06-27, 8:43 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي دعوة للتغيير
دعوة للتغيير




كتاب (متعة الحديث) لعبد الله الداوود، شدني هذا البيت:
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
ولعمق ما ترك في نفسي من أثر، لم أفق من أفكاري إلا وأنا أسأل وأجيب عن تساؤلاتي.. (تُرى لماذا يصعب علينا التغيير؟!) فبالرغم مما نجده أو نشعر به تجاه بعض ضروريات حياتنا، إلا أن كثيراً منا يظل متشبثاً بتلك العادات أو السلوكيات القديمة التي اعتاد عليها بالرغم من سلبيتها، وبالرغم من الحاجة الملحّة للتخلص منها..!
ونحن هنا لا نعني التغيير إلى الأسوأ، فهذا تغيير مذموم. ولكن التغيير إلى الأحسن والأفضل، التغيير الذي يؤدي إلى التطور والارتقاء بالنفس، باختصار.. (التغيير الإيجابي). ولعل كثيراً من الناس يدرك ويرى الخلل الذي يعاني منه، ولكن يجد نفسه مستسلماً ومسلّماً له رغم كل الحرج والضيق الذي قد يجده في نفسه. وهذا ما يطلق عليه في علم النفس (منطقة الراحة (comfort zone)فالموظف الذي يصل دائماً متأخراً إلى مقر عمله، يعتاد هذا السلوك. وإذا ما حاول شخص ما ( كالمدير مثلاً) تغييره أو إجباره على الالتزام بالحضور المبكر.. يبدأ ذلك الموظف يعاني حالة من التوتر والقلق وعدم الراحة لمحاولة خروجه من منطقة الراحة تلك. فالتغيير بالنسبة إليه - وإن كان إيجابياً - إلا أنه مكلف ومزعج. ولنفترض أن ذلك المدير المستاء نقل أو تقاعد أو حتى فارق الحياة، فسرعان ما سيعود ذلك الموظف إلى عاداته القديمة في التأخر، وتتلاشى حالة التوتر التي تولدت لديه سابقاً، والسبب.. عودته لمنطقة الراحة التي اعتاد عليها. هذا التعوّد والركون والاستسلام للعادات السلبية في حياتنا، هو ما يجعلنا نقاوم التغيير ونتملص منه، بل ونختلق الحجج الواهنة للاستمرار فيما نحن فيه. من خلال سنواتي في هذه الحياة، وجدت أن أفضل طريقة للتغيير هي المبادرة بالتغيير فوراً حال وقوع الخطأ وقبل مزيد من الخسائر. ومن خلال تجاربي وملاحظاتي اكتشفت أننا كبشر من الطبيعي أن نخطئ، ولكن حين لا يعالج الخطأ في الحال ويوضع له حد؛ فإن النفس البشرية الضعيفة (والأمارة بالسوء) تستمرئ ذلك الخطأ، وتعتاد عليه حتى لو كان شنيعاً. بل والأعظم من ذلك أن ملامح القُبح في ذلك الخطأ تبدأ بالتلاشي يوماً بعد يوم حتى يصبح الخطأ رغم بشاعته.. أمراً مألوفاً.. ولدى البعض جميلاً.
في البدء: تذكر.. لا شيء أصعب من الموت، ومع ذلك سرعان ما ينتقل الإنسان من الحياة إليه. لا تجعل الإيجابية وتصحيح المسار أمراً مستحيلاً.. فقد قيل:

ستألف فقدان الذي فقدته

كإلفك وجدان الذي أنت واجد


قبل النهاية:

ليس التغيير للإصلاح فقط، بل للتطوير، ولكنه حين وجود خطأ، يصبح أدعى وخطوة حاسمة على العاقل أن يتخذها ليخرج إلى النور فيرى الجَمال جَمالاً.. والقُبح.. قُبحاً..


فتحية البرتاوي


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟