خطورة سوف
أحمد عبدالله الهلالي
غَداً يَسْطَعُ الفَجرُ الَّذي فِيهِ أَبْتَدِي
وَيَنشُرُ شِعرِيْ كُلُّ شَادٍ مُغَرِّدِ
غَداً أَقتُلُ الهَمَّ الذي هَدَّهِمَّتِي
وَتَهْدِمُ كُلَّ اليَأسِ في مُهْجَتِي يَدِي
غَداً أُكْسِبُ المَعدُومَ مِن حَقِّهِ الَّذي
لَدَيَّ، غَدًا أُعطِي الزَّكاةَ لِمُنْشِدِ
غَداً أَطلُبُ العِلْمَ الصَّحِيْحَ.. كِتَابَنَا
وَسُنَّةَخَيرِ النَّاسِ فَخْرِي وَسُؤدَدِي
غَداً أَتَّقِي رَبِّي، غَدًا أَتْبَعُ النَّبِي
غَدًا أُصْلِحُالقَلْبَ السَّقِيمَ وَأَهتَدِي
غَداً أَتْرُكُ الذَّنْبَ العَظِيمَ لأَنَّنِي
سَئِمتُ مِنَ العِصيانِ، وَاللهُ شَاهِدِي
غَداً أَرْقُبُ المَوتَ المُحَقَّقَ في الدُّنَى
وَأَعْمَلُ لِلأُخرَى لِخَيرٍمُؤَبَّدِ
• • •
أَيَا أَيُّهَا المُغْتَرُّ بِالعُمْرِ، لا تَقُلْ:
"غداً"، إنَّنَفْسَ المَرءِ أَنفَاسُ بَائدِ
فَفُزْ بِالمَتَابِ الآنَ إِنْ كُنتَ كَيِّساً
وَإِيَّاكَ مِن (سَوْفَ)، وَإِيَّاكَ مِنْ غَدِ
ورَاقِبْ لِقُربِ المَوتِ قُرْبَانَ جَنَّةٍ
إلى اللهِ، تَقْرُبْ في جِوَارِ مُحَمَّدِ
وَأَقْلِعْ عَنِ العِصْيَانِ، لا تَجْهَرَنْ بِهِ
وَحَاذِرْ شِرَاكَ الذَّنْبِ، لاَتَتَعَمَّدِ
وَأَحْسِنْ جِوارَ النَّاسِ، وَابْذُلْ حُقُوقَهُمْ
وَلا تَمْنَعَنَّ المَالَ مِن خَوْفِ مَنْفدِ
وَلاَتَتْرُكَنَّ العِلْمَ بِالحَقِّ عَامِلاً
بِكُلِّ مَجَالٍ في العُلُومِ تُسَوَّدِ
أَلاَ فَاتَّقِ المَوْلَى، أَلاَفَاتْبَعِ النَّبِيْ
أَلاَ أَصْلِحِ القَلبَ السَّقِيمَ لِتَهْتَدِي
وَلا تَيْأَسَنَّ اليَومَ مِن هَمِّ كُرْبَةٍ
عَسَى اللهُ يَمْحُوهَا بِسَعْدٍ مُؤَكَّدِ
فَقدْ يَفْرَحُ المَهْمُومُ مِن بَعْدِ يَأْسِهِ
[وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَن لَمْ تُزَوِّدِ