حر!
تَصبّب العَرَق ..
وجَفَّ الرُّضَاب ..!
واشتدَّ القيظ ..!
وتضجّرت الرُّوح ..!
وتأفّفَ الجَسَد ..!
الجَميع مُستاء ..!
الكُل يَشْكو ويتذمّر ..!
" الحرُّ شديييييييد " !
/
حتى الأخلاق تغيّرت ..!!
عصبيّة .. قلق .. توتر ..!
ومناقشات تنتهي بِمشاجرات .. وتصادم .. وربما " ارتفاع ضغط " ..!
/
نَبْحَث عَن مناص ..!
عن إِضاضٍ وارف الظِل ..
بَارِد الأجواء ..!
نتقي به حرارة الجو .. ولَهيب الصيف ..والسَمُوم !
/
كُلّما تلفّتُ ..
أين ما كنت ..!
لامسَ مسمعي ..
" حرّ حرّ حرّ "!
) قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (
حتى الأطفال يشتكون ..
حتى الأخبار تتحدث عن ارتفاع درجات الحرارة ..!
عن انقطاع الكهرباء ..
عن ضَرَباتِ الشمس ..
والوَفِيَّات ..!!!!
/
عُدِم الصبر – أو يكاد - !
وانتفت المُجاهدة ..والمرابطة ..والاحتساب ..!
إلا من رُحِم ..!
وقليل هم ..!
نسأل الله من لدنه صبرا ..!
/
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ اشتكت النار إلى الله فقالت: يا رب، أَكَلَ بعضي بعضاً، فأذِن لها بنفسين ، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف،
فأشد ما تَجِدون من البرد من زمهرير جهنم، وأشد ما يكون من الحرِّ مِنْ فيح جهنم ] ..أخرجه البخاري ومسلم !
رَبِّ ارحمنا ..
والطُف بنا ..
وارْحَم ضَعْفَنا ..
وحَرّم علينا النّار أن تَمسّنا ..!
/
قال أبو الدرداءرضي الله عنه :
[ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يومٍ شديد الحرِّ حتى إنَّ الرجل ليضع يده على رأسه من شدّةِ الحرِّ
وما مِنَّا أحد صائم إلا رسول الله rوعبد الله بن رواحة..] رواه مسلم ..
/
نزلَ رُوحُ بن زِنْباع منزلاً بين مكة والمدينة في يوم صائف وقُرِّبَ غداؤه فانحط عليه راعٍ من جبلٍ
فقال : " يا راعي هلمّ إلى الغداء " فقال : " إني صائم " !
فقال روح : " أَوَ تصوم في هذا الحر الشديد؟! "
فقال الراعي: أفأدع أيامي تذهب باطلاً؟!
فأنشأ روح بن زنباع يقول:
لقد ضَنَنْتَ بأيّامك يا راعي إذ جاد بها رَوْحُ بن زِنْبَاعِ..!
..
وعن قتادة أن عامر بن عبد قيس لما حضره الموت جعل يبكي فقيل له : ما يبكيك ؟!
قال : " ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وعلى قيام الليل في الشتاء"..!
/
هذه الهِمَم ..!
نَصَب تَعقبه راحة ..!
وكَدَح يخلفه فلاح ..!
..
/
نحن نُعاني ..!
نُكابِد ..
نتأذّى ..!
ونُحاول الهَروب ..!
وعلّ الكثير يَجِد المَخْرَج المناسب ..!
والوِجهة التي تُرضيه / تُمتعه ..!
والجو الذي يَروق له ..!
وليس في هذا مأثم ..!
إن اجتمع الشكر والرضا ..!
لكننا نَخْشى على أجسادٍ مُنعّمة من وَهجِ الشمس أن تُحْرَق !
وننسى / نتناسى أن نَعمل لِنجاتها من حرِّ يومٍ عظيم ! ..
/
جَعَل الرحمن لكم سرابيل لُطفٍ تقيّكم حرّكم ..!
وكتب لَكم مَعَ كل لَفحةِ شَمسٍ تُلامِسُ أجسادكم / أرواحكم أجراً عَظيما !
ونَعّمكم في جِنان خلده نعيماً لا ينفد ..!
ومنَّ علينا وعليكم ووقانا ووقاكم من عذاب السموم ..!
آمين ..
/
دعواتكم لا نُعدمها ..!
إشراقة روح !