السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من جديد ......... اشتقت إليكم كثيرا .....
الموضوع هو : مباديء الصداقة عند الإمام الشافعي ،
ـ ومما يحزنني في نفسي كثيرا اننا في هذا الزمان لا نجد من يهتم بالصداقة الصافية التي تكون لوجه الله ( ولعله شعور خاص لكن هذا ما شعرت به عندما أقرء سير هؤلاء العظماء وأطابقها على الواقع الذي نحن فيه ) ولهذا كانت هذه السلسله .
وهذه المباديء سنستقيها من ديوان الشافعي القيم ، ولا يخفى على الجميع أن الإمام الشافعي لو وجه نفسه لشعر لكان من أكثر الشعراء عظمة وشهرة :
يقول الإمام الشافعي :
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ألذ وأشهى من غوي أعاشره
وأجلس وحدي ، للسفاهة آمنا أقر لعيني من جليس أحاذره
في هذان البيتين ذرر ويا لها من ذرر .
ينصنحنا الإمام الشافعي رحمه الله بأن الصداقة إذا لم تكن من تقي فلا خير فيها والوحده التي هي ثقيلة جدا على الإنسان ، وعكس ما تحبذه النفس البشرية ، ورغم هذا كله إذا لم تتوفر هذه الصفه في الصديق فالأفضل الوحده والبعد عن الأصدقاء .
بعد ذلك بدأ الإمام الشافعي رحمه الله يشرح وجه نظره لماذا الصديق التقي ، عندما قال ، " غوي أعاشره" فالصديق إن لم يكن تقي كان غوي ، أي يغويه صاحبه إلى ما لا يستحسن .ويظهر الجواب جليا أيضا في قوله " للسفاهة آمنا" فالصديق التقي لا يقودك لسفاهة أبدا .
ومع ابيات أخرى في حلقات قادمة بإذن الله .