عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2010-06-24, 6:41 PM
سارة2008
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 45495
تاريخ التسجيل : 8 - 2 - 2008
عدد المشاركات : 1,609

غير متواجد
 
افتراضي
والماء هو المركب الوحيد المعروف لنا في الجزء المدرك من الكون‏,‏ والذي يوجد في حالاته الثلاث‏:‏ الصلبة‏,‏ والسائلة والغازية‏,‏ وللماء قدرة فائقة علي إذابة العديد من العناصر والمركبات مما جعل منه لازمة من لوازم الحياة‏,‏ كما له العديد من الخصائص الفزيائية والكيميائية المميزة من مثل قطبيته‏(‏ الناتجة من أن ذرة الاوكسجين فيه تحمل شحنه سالبة بينما تحمل ذرتا الايدروجين شحنة موجبة‏)‏ وقدرته الفائقة علي الالتحام والتماسك والتلاصق تجعله أشد السوائل تلاصقا‏,‏ وأشدها قدرة علي التوتر السطحي بعد الزئبق‏,‏ وتبدو قدرة الماء الفائقة علي التوتر السطحي في ميله إلي التكور علي هيئة قطرات بدلا من الانتشار أفقيا علي السطح الذي يسكب عليه‏,‏ كما تبدو في قدرة الماء الفائقة علي تسلق جدران الوعاء الذي يوضع فيه خاصة إذا كان قطر الوعاء صغيرا‏,‏ وتعرف هذه الخاصية باسم الخاصية الشعرية‏,‏ وبواسطتها تتحرك السوائل من مثل العصارات الغذائية وما بها من عناصر ومركبات مذابة في الماء من جذور النباتات الي فروعه وأوراقه وزهوره وثماره‏,‏ وإلي قمته النامية‏,‏ كما تتحرك الدماء والعصارات الغذائية المختلفة والفضلات في كل من الجهاز الهضمي والأوعية الدموية الدقيقة في أجساد كل من الإنسان والحيوان‏.‏
وخواص الماء الحرارية خواص متميزة‏,‏ فالحرارة النوعية للماء تقدر بعشرة أضعاف الحرارة النوعية للحديد‏,‏ وبخمسة أضعاف الحرارة النوعية لرمال الشواطئ‏,‏ وكذلك فإن معامل الحرارة الكامنة لكل من تبخر الماء السائل وانصهار الجليد الصلب مرتفعين ارتفاعا ملحوظا مما يعطي للماء مجالا واسعا في جميع العمليات الحياتية‏.‏
وللماء منحني كثافة فريد ــ لا يشاركه فيه أي من السوائل الأخري ــ فعندما تصل درجة حرارة الماء إلي أربع درجات مئوية يصل إلي أقل حجم له وأعلي كثافة‏,‏ ولكن اذا انخفضت درجة الحرارة دون ذلك فإن حجم الماء يتمدد وتقل كثافته‏,‏ وهذا يفسر طفو الجليد علي سطح الماء في البحار والمحيطات‏,‏ وعدم تجمد الماء أسفل منه مما يتيح فرصة عدم التجمد للكائنات البحرية العديدة التي تعيش في أعماق البحار‏,‏ فالماء هذا السائل العجيب هو من أعظم صور رزق السماء لأن بدونه لا يمكن للحياة الأرضية أن تكون‏...!!‏
وكذلك الهواء بما فيه من اوكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء‏,‏ وغير ذلك من الغازات المهمة وهباءات الغبار وكلها من ضرورات جعل الحياة علي الأرض ممكنة وممتعة‏.‏
ثانيا‏:‏ في إطار تفسير السماء بالسماء الدنيا‏:‏
فإن رزق السماء هو كل صور المادة والطاقة المتولدة في داخل النجوم‏,‏ من مثل شمسنا والتي تصل إلي الأرض بصور متعددة‏:‏
فمن الثابت علميا أن النجوم قد تكونت ابتداء من الدخان الكوني الذي نشأ عن انفجار الجرم الابتدائي للكون‏,‏ مما يؤكد علي وحدة البناء في الكون‏,‏ وأنها لا تزال تتكون أمام انظار الفلكيين اليوم من دخان السدم‏,‏ وفي داخل تلك الغيوم الكونية عبر مراحل من النجوم الابتدائية
‏(Prosrars)‏
وذلك بواسطة عدد من الدوامات العاتية التي تعرف باسم دوامات تركيز المادة‏,‏ والتي تقوم بتكديس المادة وتكثيفها حتي تتجمع الظروف اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي‏,‏ وانطلاق الطاقة‏,‏ وانبثاق الضوء فيتحول النجم الابتدائي إلي نجم عادي كشمسنا يعرف باسم‏(‏ نجم التسلسل الرئيسي‏)‏ وأغلب النجوم التي تتراءي لنا في صفحة السماء هي من هذا النوع لأن النجم يقضي‏90%‏ من عمره في هذه المرحلة التي يعتبر فيها النجم فرنا كونيا تتخلق فيه العناصر من نوي ذرات الإيدروجين بعملية الاندماج النووي‏,‏ وتتميز فترة‏(‏ نجم النسق الرئيسي‏)‏ بتعادل قوة الجذب إلي مركز النجم مع قوة دفع مكونات النجم إلي الخارج لتمدده بالحرارة الناتجة عن عملية الاندماج النووي‏,‏ وبالعزم الزاوي الناتج عن دوراته حول محوره‏,‏ ويبقي النجم في هذا الطور حتي ينفد وقوده من غازي الايدروجين والهليوم‏,‏ ف
يبدأ بالدخول في مراحل الشيخوخة بالانكدار ثم الخنوس والطمس حتي تنتهي حياة النجم بالانفجار وعودة مادته الي دخان السماء إما مباشرة عن طريق إنفجار العماليق الحمر أو العماليق العظام أو المستعرات العظيمة بمختلف نماذجها‏,‏ أو بطرق غير مباشرة عبر مرحلة من مراحل وفاة النجوم الفائقة الكتل من مثل النجوم النيوترونية والنجوم الخانسة الكانسة‏(‏ أو ما يعرف باسم الثقوب السود‏),‏ والتي يعتقد العلماء بأنها تفقد مادتها بالتدريج إلي دخان السماء عبر مرحلة أشباه النجوم‏.‏
وباتحاد نوي ذرات الإيدروجين في قلب النجم العادي تتكون نوي ذرات الهليوم‏,‏ وباتحاد نوي ذرات العنصر الأخير تتكون نوي ذرات البريليوم‏,‏ وهكذا يتسلسل تخلق العناصر المختلفة في داخل النجوم خاصة النجوم العملاقة أو في أثناء انفجارها‏,‏ ويؤدي انفجار النجوم إلي عودة ما تكون بداخلها من عناصر إلي دخان السماء لكي يكون مادة لتخلق نجم جديد أو ليصل إلي بعض أجرام السماء في صورة من صور رزق السماء‏.
ومن المشاهد أن عملية الاندماج النووي في داخل النجوم فائقة الكتلة من مثل العماليق والمستعرات العظام تستمر حتي يتحول قلب النجم بالكامل إلي حديد‏,‏ فتستهلك طاقة النجم لأن ذرة الحديد هي أكثر الذرات تماسكا‏,‏ وفي انفجار المستعرات العظام تصطدم نيوترونات دخان السماء بنوي الحديد المتطايرة من عملية الانفجار لتبني نوي ذرات أعلي كثافة مثل الفضة‏,‏ والذهب‏,‏ واليورانيوم‏,‏ وغيرها‏,‏ كما أن إهاب النجم المتفجر من المواد الاقل كثافة ينتقل أيضا إلي دخان السماء بأنفجار واشتعال شديدين وانبعاث موجات راديوية قوية‏.‏
وتتكون المادة فيما بين النجوم من الغازات والغبار‏(‏ أي الدخان‏)‏ المكون من جزيئات وذرات وأيونات‏,‏ ومن اللبنات الأساسية للمادة ويغلب علي تركيبه الايدروجين‏,‏ والهليوم‏,‏ والاوكسجين‏,‏ والنيتروجين‏,‏ والكربون‏,‏ والنيون والصوديوم والبوتاسيوم وبعض العناصر الاثقل‏,‏ وتقدر المادة بين نجوم مجرتنا ببضعة بلايين المرات قدر كتلة الشمس‏,‏ وتصل كافة العناصر المتخلقة في الكون إلي الأرض عن طريق تساقط الشهب والنيازك‏,‏ ويصل إلي الأرص يوميا بين الألف والعشرة آلاف طن من مادة الشهب والنيازك لتجدد إثراء الأرض بالعناصر المختلفة التي تمثل صورة من صور رزق السماء الذي يوزع علي الأرض بتقدير من العزيز الحكيم‏,‏ ولم يكن لأحد ادراك بها من قبل‏.‏
ومنذ فترة وجيزة أثبت العلماء أن نجما من نجوم السماء قد تحول إلي كتلة من الألماس تفوق كتلة الأرض عدة مرات‏,‏ ومن قبيل الفكاهة يذكرون أن هذه الكتلة إذا انفجرت ونزلت إلي الأرض فإن تجارة الألماس سوف تكسد بالقطع‏.‏
ويقدر ناتج الطاقة الكلية للشمس بنحو‏3,86*3310‏ سعر‏/‏ ثانية ويعتبر فيض الطاقة الشمسية الواصلة إلي الأرض أكبر من الطاقة التي تستقبلها الأرض من ألمع النجوم بعشرة مليارات ضعف‏,‏ وأكبر من الطاقة التي تستقبلها الأرض من القمر وهو في طور البدر مليون مرة‏.‏
وطاقة الشمس من رزق السماء‏,‏ فبدونها تستحيل الحياة علي الأرض‏....!!‏



توقيع سارة2008


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم