منتديات موقع بشارة خير - عرض مشاركة واحدة - ~~...وقفــــه مع من طن فيه وجد حلاوة الإيمان ...~~
الموضوع
:
~~...وقفــــه مع من طن فيه وجد حلاوة الإيمان ...~~
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
2
]
2010-06-24, 7:15 AM
الراغبه برياض الجنه
اشتراك ذهبي حتى 2016-11-28 هدية من الموقع بتبرع من عضوة داعمة
رقم العضوية : 101506
تاريخ التسجيل : 2 - 2 - 2010
عدد المشاركات : 222
غير متواجد
(2)
يقول بعضهم:
أَتُحِبُّ أعداء الحـبيب وتـدعي
حُبًّا له! مـا ذاكَ فـي إمكـانِ
لا شك أن هذا ليس بصحيح، ليس هذا صحيحا؛ وذلك لأن مَنْ أحب الله تعالى أطاعه واتبعه. ولا شك أنَّ مَنْ أَحَبَّ الله تَعَالَى أبغض معصيته، وابتعد عنها. وهكذا دائما أن مَنْ أَحَبَّ الله تعالى أَكْثَرَ من عبادته. ولا شك أيضا أن مَنْ أحب الله تعالى فإن الله يحبه، ثم يُوَفِّقُهُ لِأَنْ تكون أعماله كلها في رضا الله تعالى، يقول في الحديث القدسي
ولا يزل عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله يمشي بها
؛ يعني أن الله تعالى إذا أحبه وفَّقَهُ لأن تكون حركاته كلها فيما يُرْضِي رَبَّهُ. لا يفعل إلا ما يرضي ربه سبحانه وتعالى
فأما الذي يعمل المعاصي، ويقول: إنني أحب الله، فإننا نقول له: لست صادقا! لو كنت صادقا لما عصيت ربك ولذلك يقول بعضهم:
تعصـي الإلـه وأنـت تـزعم حبه
هـــذا عجيبٌ فـي الفعـال بَدِيعُ
لـو كـان حـبك صادقـا لأطعتـه
إن المحـب لمـن يُحِـــبُّ مُطِيعُ
هكذا تقول لكل من رأيته يتهاون بالطاعة. يتهاون بالطاعة فيتركها، يعصي ربه بما أمر به، يتهاون بالمعصية فيفعلها، يعصي ربه معصية ظاهرة تقول له:
لـو كـان حـبك صادقـا لأطعتـه
إن المحـب لمـن يُحِـــبُّ مُطِيعُ
فلا يغتر بكثير من الذين يفعلون المعاصي، يتركون الصلوات مثلا، ويقولون: يكفينا أننا نحب الله! يكفينا أننا نحب نبيه! نقول: كذاب. كذاب من يدعي هذه المحبة ومع ذلك لا تظهر عليه آثارها؛ فإن لها آثارًا كما رُوِيَ عن بعض السلف عن الحسن وغيره أنه قال: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. صدقته الأعمال! فالذي في القلب يظهر. فإذا كان القلب محبا لله تعالى، ومحبا لنبيه صلى الله عليه وسلم ظهرت آثار هذه المحبة على الأبدان؛ فلا تراه ينظر إلى ما يكره ربه، ولا تراه يبطش بيديه إلى ما يكرهه ربه، ولا يأكل حراما، ولا يزني، ولا يكتسب حراما، ولا غير ذلك من المعاصي، يحجزه إيمانه.
وكذلك أيضا محبة النبي صلى الله عليه وسلم تستلزم طاعته. يجب تقديم مَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم على محبة كل شيء. في هذا الحديث يقول
:
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين
وذكروا أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله، والله إنك لأحب إِلَيَّ من كل شيء إلا من نفسي! فقال:
لا يا عمر! حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال: والله إنك أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي، فقال: الآن يا عمر
الصحابة رضي الله عنهم يحبون نبيهم صلى الله عليه وسلم محبة شديدة، محبة قلبية.
ودليل ذلك أنهم فَدَوْهُ بأنفسهم، فدوه بأموالهم، فدوهم بأهليهم، فَدَوْهُ بكل ما يملكون؛ فأبو بكر رضي الله عنه لما خرج من مكة متوجها مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار كان يمشي أمامه، ثم يمشي خلفه؛ لماذا يا أبا بكر ؟ فقال: إذا ذكرت الطلب-الذين يطلبوننا- مشيت خلفك، حتى أقيك، وإذا ذكرت الرصد مشيت أمامك حتى أكون بدلك وكذلك في غزوة أُحُد لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط الغزوة، فكان يرتفع، ينظر في المعركة، فكان طلحة يقول: لا ترفع رأسك، نحري دون نحرك! نفسي دون نفسك! يعني أفديك بنفسي.
ولما أدركه المشركون كان معه نحو عشرة من الأنصار، ونحوهم كل ما أدركهم المشركون قال:
مَنْ يردهم عنا؟
تبرع واحد من هؤلاء العشرة، ثم قال: أنا أردهم، فقاتل حتى يقتل. ولا بد أنه يَقْتُلُ منهم أو يجرح، إلى أن مات العشرة، وقتلوا. لا شك أن هذا كله من أجل محبتهم القلبية لنبيهم صلى الله عليه وسلم. وكذلك لما أنهم آمنوا وارتكز الإيمان في قلوبهم هجروا أهليهم، هجروا آباءهم وأقوامهم وأُسَرَهُم، وانتقلوا إلى المدينة، وتركوا ديارهم، وتركوا وأموالهم؛ لماذا؟ محبة لله، محبة لنبيه صلى الله عليه وسلم. فهذه آثار المحبة الصادقة. فأما الذين يقولون: إننا نحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك تأتيهم الأوامر من أوامره ويرفضونها، فليسوا صادقين في هذه المحبة.
نأتي إلى بعض منهم ونقول لهم: أتحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أجل! نعم أحبه! فنقول له: ألم تسمع أنه قال لك، قال لنا جميعا:
أعفوا اللحى
؟ فيقول: بلى!
لماذا لا تعفي لحيتك؟ لماذا تحلقها؟ أليس هذا دليلا على أنك ما أحببته؟!! لو كان حبك صادقا لأطعته! فمن طاعته أنك تتقبل كل سنة جاءتك من قِبَلِهِ وتقول: أهلا وسهلا، سمعا وطاعة لك يا محمد أنا أطيعك فيما أمرتني به، ولو كان في ذلك مخالفة الناس، ولو كان في ذلك كراهة من كرهني، أو مقت من مقتني. فاتباعك يا نبي الله وطاعتك وامتثال ما أمرتني به أَقْدَمُ عندي من رضا هذا، ورضا هذا، ورضا هذا.
فكذلك أيضا بقية العبادات. إذا أمرك بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو جاءت في كتاب ربك، فَتَقَبَّلْ ذلك وامتثله، وقَدِّمْهُ على كل أحد، وعلى كل طاعة أو معصية لأية مخلوق. هذا أثر محبة النبي صلى الله عليه وسلم. في هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم
:
وأن يُحِبَّ المرء لا يحبه إلا لله
؛ أي أن هذا يجد فيه حلاوة الإيمان، وهو محبة المؤمنين فيما بينهم لله وفي الله، أن تُحِبَّ المؤمنين، لا تحبهم إلا لأنهم مؤمنون، وهذه هي المحبة في ذات الله. ولذلك رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله -فإنما تُنَال ولاية الله بذلك، ولن يجد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك.
فلا شك أننا مأمورون بأن تكون محبتنا لله، أنَّ كل مَنْ رأيناه من أهل الخير، ومن أهل الطاعة، ومن أهل الصلاح والاستقامة والأعمال الصالحة، ومن أهل الخير والإيمان الصحيح؛ فإننا نُحِبُّهُ، ولولم يُوصِلْ إلينا مالا، ولو لم يشفع لنا، ولو لم ينفعنا، ولو اعتذر عن منفعتنا، ولو بخل علينا بماله. لكنا نحبه لصلاحه، نحبه لإيمانه، نحبه لأعماله الصالحة، نحبه لأن الله يحبه، ومحب المحبوب محبوب. فنحن نحب ربنا، ونحب كل من أحبه ربنا. هذا حقا هو أثر هذه المحبة أن تحب كُلَّ مَنْ يُحِبُّ الله تعالى. قرأت في بعض التفاسير في قوله الله تعالى:
هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ
استشكل بعض المفسرين كيف يحبون المنافقين؟ المؤمنون يحبون المنافقين؟!
تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ
؟
فاعتذر بعض المفسرين وقال: إنهم يُظْهِرُون لكم محبة الله، ويُظْهِرُون لكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فأنتم تحبونهم لذلك. فيما يظهر لكم أنهم معكم، وأنهم يحبون من تحبونه، فلما كنتم تحبون الله، وتحبون نبيه صلى الله عليه وسلم كان من آثار ذلك أن تحبوا كل من أظهر محبة الله، وكل من أظهر محبة الأنبياء. وهؤلاء يُظْهِرُون ذلك، فمحب المحبوب محبوب، ومبغض المحبوب مبغوض. مَنْ أحب من تحبه فَأَحِبَّهُ، ومن أحب من تبغضه فأبغضه. هذا أثر محبة الله تعالى.
ولا شك أن الضد بالضد؛ يعني مَنْ أحب في الله تعالى فإنه يبغض في الله. إذا كنت تحب أولياء الله فعليك أن تبغض أعداء الله، ويسمى هذا أوثق عرى الإيمان. ورد في ذلك حديث
:
أَوْثَقُ عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله
من أحب أولياء الله أبغض أعداء الله. إذا كان هؤلاء عصاة ومخالفين، وأهل كبائر وأهل بدع وأهل ذنوب وأهل كفر، فإنك تبغضهم، ولو أحسنوا إليك، ولو تصدقوا عليك، ولو نفعوك، ولو أعطوك، ولو شفعوا لك ولو قربوك ولو أكرموك، ولو رفعوا منزلتك لا تقبل منهم. يقول بعض السلف: اللهم لا تجعل لفاجر علينا منة، فَيَوَدُّهُ قلبي!. لا تقبل منهم منة، ولا عطية ولا منفعة ولا شفاعة، ولا غير ذلك.
أَبْغِضْهُم؛ لماذا؟ لأنهم يبغضون الله، ولأن الله تعالى يبغضهم، وأنت تُبْغِضُ مَنْ يبغضه ربك. فهكذا قوله:
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
؛ .
التعديل الأخير تم بواسطة الراغبه برياض الجنه ; 2010-06-24 الساعة
7:22 AM
.
اقتباس
الراغبه برياض الجنه
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها الراغبه برياض الجنه