عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-06-22, 9:10 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي كيف أتخلَّص من تقلُّباتي النفسيَّة بسبب مشاكِلي العاطفية؟
كيف أتخلَّص من تقلُّباتي النفسيَّة بسبب مشاكِلي العاطفية؟
د. ياسر بكار




السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستاذي الكريم د.ياسر، مِن فترة بدأتُ أُلاحِظ على نفسي - وبدأ الكلُّ يلاحظ - تقلُّباتي المِزاجية، وانعزالي، وأشعر أنَّ (الإنترنت) هو القادر على ملْءِ وقتي، رغمَ أني أشعر كثيرًا بالضِّيق والاضطرابات بسببه، وبات (الإنترنت) هو أهمَّ جزء في يومي.

ومشكلتي: أني أعاني من فراغ عاطفي، لكنِّي - والحمد لله - منضبطةٌ من الناحية الشرعية والأعراف، وأخشى غضبَ ربِّي كثيرًا.

لكن هذا الفراغ العاطفي، بدأ يخلُق لي حالةً من التوتُّر، والنفسيات الغريبة.


أرجو أن أسمعَ منك نصائحَ تُرْشدني وتوجِّهني، وبارك الله فيكِ سَلفًا.
الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بكِ وأهلاً وسهلاً.
قرأتُ رسالتك، وأشكُر لكِ هذا الوعيَ والانتباه والحِرْص، وأسأل الله لكِ التوفيق.

الفراغُ العاطفي - في الواقع -: تعبيرٌ عن حاجة نفسيَّة لدَى الإنسان في بناء العلاقات الاجتماعية السليمة، التي تملأ رُوحَه وقلْبَه بالسعادة والمساندة، قد يكون حولَه الكثيرُ من الأصدقاء، لكنَّه ما زال يشعر بالفراغ؛ لأنَّه لم يَجِدِ الصديقَ الأنسبَ الذي يتوافق معه في القِيَم والميول، وغيرها.

لذا؛ كان بناء العلاقات الاجتماعية بصورها المختلِفة، والتواصُل بين الناس بأشكال مختلِفة - مفيدًا وقَيِّمًا، وللأسف هناك عوائقُ كثيرة في هذا الطريق، منها: ما نتسبَّب فيه نحن، كالجُلوس المطوَّل على (النت) الذي لا يُغني أبدًا عن التواصُل الحيِّ بيْن البَشَر، على الرغم من أنَّه قام بعمل رائع، لكن يبقى للتواصُل الحي ميزةٌ لا يمكن تعويضها.

ومن الأسباب أيضًا: عدم إعطائنا العلاقاتِ الاجتماعيةَ الوقتَ والجهد الكافيَيْن لنموِّها، فالعلاقة الناجِحة قائمةٌ على العطاء في المقام الأول، ونحن نقفز منتظرين الأخْذ.

ومن الأسباب: ما لا يقع في أيدينا، ولا يُمكننا التحكُّم فيه، من العيش في مكان يصعُب التواصل فيه مع شخص مناسِب، أو وضْع قوانينَ صارِمة في الأسرة، أو غير ذلك.

وعلى كل حال، يجب أن نبذلَ الجهد الكافي؛ للبحثِ والتنقيب عن الصَّديق، أو الأصدقاء المناسبين، في سبيل التعويض عن الفَراغ العاطفي.

قد يسأل شخص: هل يلزم وجودُ علاقة مع الجِنس الآخر لِملْء الفراغ العاطفي؟
لا أعتقد ذلك على الإطلاق، وهناك أمثلةٌ كثيرة لنساء بنَينَ حياةً سعيدة ومستقرَّة دون علاقة مع الجِنس الآخر، شرعيَّةً كانت أم غير شرعية، نعم، صحيح أنَّ وجود الزوج الجيِّد نعمةٌ كبيرة، لكن ليس هو الطريقَ الوحيد لشغل الفراغ الذي تشعر به الفتاة، وهنا يأتي دَوْر العلاقات الاجتماعية الناجِحة التي تعوِّض الكثير.

الفراغ العاطفي له منشأٌ آخَرُ مهمٌّ، هو الشُّعور بالفراغ العام، والشعور بعدم القِيام بدور مهمٍّ في الحياة.

هل تعلمين أنَّ جلوسك على (الإنترنت) يمكن أن يكون مثمرًا للغاية إلى الدرجة التي تُثري حياتَك، وتملؤُك بالسعادة والثِّقة والحماس، إذا فكَّرتِ جيدًا، يمكن أن تقومي بعمل مميَّز على الشبكة العنكبوتية.

أنتِ تعلمين أنَّ هناك شركاتٍ عظمى قائمةٌ الآن على الشبكة العنكبوتية، يتمُّ إدارتها في البيوت والمكاتِب المغلَقة، فكِّري بفكرة مبدعة تُلبِّي حاجياتِ الناس، وتحقِّق لكِ السعادة والرِّضا.

هذا العمل سيحميك كثيرًا من الشُّعور بالأزمة والفراغ، وسيحميك أيضًا من الجلوس على المسلسلات التلفزيونية، التي تدعم الشعور بالفراغ العاطفي، وتعزِّزه بشكل خاطئ.

أعرِف أشخاصًا يا سيِّدتي يتمنَّوْن شراءَ الوقت لو يمكن بيعُه؛ حتى يلبُّوا طموحاتِهم، ويحقِّقوا أحلامَهم، مثل هؤلاء لا يعرفون شيئًا اسمُه الفراغ العاطفي على الإطلاق.

ختامًا:
كوني قريبةً من الله، استشعري وجودَك في حِماه، ولجوءَك إلى رُكْنه المتين، وعزِّزي في كلِّ حين هذه القوَّةَ الرائعة في التمسُّك بالدِّين، والخوْف من الله العظيم.



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟