أبدعي في وسائل إغرائه بالصلاة
أخي لا يصلى ولا أعرف ماذا أعمل معه ؟!
إيمان***
الإجابة :
الأخت الكريمة إيمان ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحيي فيك غيرتك على أخيك ، نسأل الله أن يهديه ويلهمه الصواب والفلاح ..
بداية أختي الكريمة إيمان أحب أن أنبهك - وأنبه كل من يرسل استشارة - بأن الاستشارة لابد تتوفر فيها معلومات تفيد المستشار في الإجابة ، ولا يمكن أبدا أن نساوي بين الإفتاء والاستشارة ، فعلى سبيل المثال يا أخت إيمان أنت لا تبحثين عن حكم تارك الصلاة ، وهذه هي الفتوى ، ولكن تبحثين عن طرق و وسائل تعين أخاك على الصلاة والالتزام بها ، وهذه هي الاستشارة ؛ ومن ثم أختي إيمان ، ما هو عمر أخيك ، ومن يخالط ، يدرس أم يعمل .. إلخ كل هذه المعلومات عند توفرها تفيدنا في الجواب .
الأخت الكريمة إيمان :
إن من أهم الأمور التي يجب أن تسود بينك وبين أخيك ؛ الحب والتقدير والاحترام ، والتي إن توفرت نكون قد أوجدنا الأرضية الطيبة لأي حوار ولأي نقاش، ومن ثم لخطوات عملية ، والتي إن عدمت أو حدث فيها خلل - لا قدر الله - فلن يكون الطرف الآخر مستعدا لأي حوار ، ولا يعيرك أي اهتمام لا قدر الله ؛ فإن كان الحب والتقدير والاحترام بينكما متوفرا وكبيرا فهذه أول مراحل العمل الناجح في الهداية ، من بعد رعاية الله وتوفيقه .
الأصحاب :
مَن الذي يخالطهم ، ومن الذي يمشي معهم ، وما هي مواضيعهم واهتماماتهم ، هذه نقطة مهمة ، لأن سن الشباب عادة يتأثرون بمن يصاحبون ، فإن كان أصحابه وخلانه على غير صلاة كذلك ، فهذه محفزة له لترك الصلاة وعدم الاهتمام بها ، وهنا علينا أن نحاول أن نوجد البديل داخل البيت ، وخارجها ؛ بتوفير أصحاب جدد وحثهم عليه ، وحثه على القرب منهم والتواصل معهم .
البيت :
إن شيوع أمر الصلاة في البيت ؛ بحيث الكل يصلي ، ويمسي مظهر الصلاة والاهتمام بها واضحا داخل البيت المسلم ، إن توفر هذا حتى الطفل الصغير يتأثر ويقلد ، وتمسي الصلاة في عقله الباطن جزء من شعائر البيت والدين ، إن البيت المسلم الذي لا تظهر فيه الصلاة واضحة جلية ، هو بيت لا يعي أهمية الصلاة في جنبات البيت ، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان ) رواه الترمذي، وقال عنه: حديث حسن صحيح. فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم البيت الذي لا تقام فيه الصلاة كمثل المقبرة ، لا حياة فيها ولا صلة بمعنى الحياة التي نعيش .
تنويع الوسائل :
ليس كل الناس ينفع معهم النصح المباشر الصريح ، فمنهم من ينفع له التلميح، ومنهم من ينفع له وضع شريط كاسيت جنب رأسه ، ومنهم من يحب أن يقرأ فنضع له مطوية في جيبه ، ومنهم من يصلح أن ندعوه لصلاة جماعية في البيت ، ومنهم من نحرجه بأخذنا للمسجد كل مرة ، ومنهم من نحرمه من أجواء يحبها حتى يلبي ، وهكذا ..
بيان الأحكام الشرعية والنفسية المترتبة على تركه للصلاة :
* بدون الصلاة لا قيمة لأي عمل ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله ) رواه الطبراني وصححه الألباني .
* تارك الصلاة كاره للقاء الله ، فهل يحبه الله ؟ ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحب لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) رواه البخاري . ولقاءنا في الدنيا بالله هو بالصلاة .
* فإن تارك الصلاة تكاسلاً فاسق بإجماع الفقهاء ، فهل يقبل أن يوصف بهذا الوصف ؟
* تارك الصلاة مهلك لنفسه ؛ قال تعالى : { ما سلككم في سقر * قالوا لم نَكُ من المصلين } .
وغير ذلك من المعاني ...
أختي الكريمة إيمان ، لابد أن نتذكر قول الله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } فلا بد من الصبر والمبالغة فيه ، وأن نكون خير قدوة لمن ندعوهم ، بسلوك والتزام ومحبة واحترام ، إننا لو أخذنا الناس في الدعوة بأسلوب واحد قد ننفرهم ، في وقت نريد لهم الخير والصلاح والهداية ، ونكون منفرين لا مبشرين ، وعليك أختي أن تنتبهي لهذه النقطة جيدا .
وإليك أختي هذه النقاط :
* تقديم هدية له يحبها ، مع كلمات أخوية رقيقة منك تحرك عاطفته ( تهادوا تحابوا ) .
* محاولة التقرب منه في شخصك ، وعرض بعض الأمور عليه كأنك تستشيرينه .
* عمل لقاءات إيمانية في البيت ويكون هو حاضرا ، ويكون مدير اللقاء الوالد أو أحد كبير في السن .
* لقاء كل البيت كل أسبوع مرة واحدة على الأقل في جلسة دعاء ، ولابد يحضر ، وتخصصوا له جلسة تدعون له باسمه بكل الخير والتوفيق والصلاح ، دون ذكر الصلاة ، حتى لا نعين الشيطان عليه .
* التنويع في الوسائل ، فلا بد تعرفي ميولاته سمعية ؟ فتعطيه أشرطة ، وتقدمينها بطرق إبداعية جميلة ، أو يحب يقرأ فتعطيه بدون أي إحراج .
* تشغيل القرآن في البيت ، وفي غرفته عنك الانتهاء من ترتيبها .
* لابد من صلوات جماعية في البيت ويكون هو حاضراً ويرى كل شيء .
* كثرة الدعاء له بظهر الغيب .
* حث الأصدقاء الطيبين بخلطته ، وحثه أن يكون مصاحبا للصالحين النافعين .
* التصدق لله تعالى من قبل الوالدين بنية التقرب لله تعالى ، وأن يهدي هذا الابن الطيب .
الله اسأل أن يجعلك من الهداة المهتدين ، وأن يمن عليك بمرادك من أخيك ، إنه ودود رءوف .
عبد الحميد الكبتي