لو عرض علي الرؤيا أقول له
خيرا رأيت وشراً كفيت
إن صدقت رؤياك فإنها تدل أحد أمور أو عليها مجتمعة وهي :
الأمر الأول : أنها تدل على تفكيرك ورغبتك في الزواج بزوجة أخرى لكنك لا تستطيع لأسباب مادية أو أنك تخشى أن يسبب ذلك مشاكل بينك وبين زوجتك ويتشتت أولادك ويخرب بيتك .
الأمر الثاني : أنها تدل على صحة جسدية وجنسية لديك وتجد رغبة للجنس بينما تصادم بزوجتك أن لديها برود جنسي .
وأخذت هذين المعنين في الأمر والأول والثاني من كون الحريق في الشتاء محمودة حيث أنه يدل على الدفء والصحة وأن الأطباء في القديم والحديث يجعلون سبب الرغبة الجنسية هو بسبب الحرارة الغريزية كما جاء في كتاب زاد المعاد للإمام إبن القيم رحمه الله وغيرها من مراجع الطب القديمة وحتى الطب الحديث تكلم عن ذلك وحتى في عرف الناس يقولون لمن لا يفكر في الزواج أو يتأخر عن الزواج شكلك ما عندك حرارة الرجال .
الأمر الثالث : أنك ربما كثير الغضب لكنك تستطيع كتمه بفضل الله
وأخذت هذا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمر الذي يغضب أن يتوضأ وفسر ذلك بأن الغضب من النار والماء يطفئه
ففسرت الحريق بالغضب لكن كونه في الشتاء فهو كظم للغيظ بطريقة كبيرة .
الأمر الرابع : إذا لم يكن لديه أولاد فإن هذه الرؤيا تدل أنه سليم لكن هناك أسباب خارجية تمنع الحمل ربما تكون برودة رحم زوجته هو السبب في تأخر الحلم .
وجعلت النار التي بداخله هو الحار الغريزي والشتاء هو رحم المرأة شديد البرودة لأن الأطباء يقولون أن الرحم الباردة تتسبب في قتل الحيوانات المنوية
الأمر الخامس : نقلب نار فتصبح ( ران ) يقول الله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) فأسأله إن كان مقصر في طاعة الله وفي التأخر بالذات عن الصلاة سواء الجمع أو الجماعات فإن الران سيغطي على قلبه ولا يستطيع إزالته وهو على هذه الحال من الكسل والتجمد والتأخر عن الاستجابة لأمر الله تعالى . هذا إذا سألته فأجابني أنه مقصر في طاعة الله وأقول له هذه الرؤيا تحذرك وتحثك على أن الطريق لإخراج هذا الران هو بإزالة أسبابه .
الأمر السادس : قد يكون بسبب البرد احترقت الدهون التي في جسمه وأصبح رشيقا أو نحيفا وهو لا يدري ما هو سبب هذا النحف أو الرشاقة
لأنه معروف أن أيام الشتاء تحتاج من الإنسان أكل أكثر وخاصة من السكريات والدهون لأن البرد يحرق الدهون .
الأمر السابع : أقول له إحذر أن تقع في الحسد وأنت لا تدري لأن الحسد كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
يقول الشاعر ( اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله *** فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله )
وأنا عندما ذكرت هذا التفصيل لأن الرؤيا قد تدل عليه كله فلا أحرم الرائي من احتمالٍ قد تدل عليه الرؤيا فيستفيد منه في إصلاح نفسه إن كان خلل في الدين ويعالج زوجته إن كان خللا في الصحة ويتجنب المحاذير والتقصير إن كان يقع فيها فيتحقق في هذه الرؤيا المعنى المراد من قول الله تعالى ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيرها أن الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له فهذه الرؤيا التي رآها إن صح تفسيري لها فهي رؤيا صالحة حذرته من الأضرار الدينية من الحسد والتقصير في الطاعات وكون الإنسان يخصه الله بهذا فهذه بشارة له بأن الله يريد به خيراً وكذلك حذرته من الأمراض ودلته على المرض وإذا عرف المرض عولج وزال العارض وتحقق لهم بإذن الله الحمل والإنجاب فهي بشرى لهم بالذرية
والله سبحانه وتعالى أجل وأعلم