a7
منذ شهر رمضان وأنا أبحث عن قصيدة الدكتور العشماوي في والدته رحمها الله في أو ل رمضان لهم بدونها كانت من
أروع وأعمق الرثاء في القصائد التي سمعتها في رثاء الأم .. كان يلقيها ويصارع الدموع فكانت جدا مؤثرة ...
قراءة نقل الأخت جوري الشرقية ذكرني بمواصلة البحث...
http://www.22522.com/vb/showthread.php?t=25857
ولكن لم أجدها وعثرتعلى قصيدة ايضاً من روائعه في رثاء والدته كتبها بعد نزوله في مطار الرياض بعدَ أول سفر له
بعد فراق والدته الحبيبة إليه – رحمها الله- لهذه الدنيا:
أماه* جئت إلى الرياض من السفر
لم تسمعي – أُمَّاهُ- عن هذا الخبر
*****
يا ويح قلبي* ما اتصلتُ كعادتِي
لأَِقول: ياأُماه ابنك قد حضر
*****
لَمَّا وصلتُ إلى المطار تشكلت
في ناظِرِي* بِغير صورتها الصُّور
*****
ورأيتُ أضواءَ الرِّياضِ* كأنها
طُلِيتْ بِلونٍ باهِتٍ يُؤذِي النَّظَرْ
*****
حَتَّى شوارعها الفسيحة* خِلتُها
ضَاقَتْ أمامِي فهي كالِحةُ الحُفَرْ
*****
حتى النَّخِيل* رأتهُ عينِي واجِماً
يبكِي معِي لمَّا رأى دمعِي اِنهمر
*****
قد كُنتُ أُسرِعُ نحوَ منزِلِنا لِكَي
ألقاكِ* أشْبعُ منكِ سمعِي والبَصَرْ
*****
واليوم* أبطئُ في مسِيرِي واهِناً
وجمِيعُ ما أخفيتُ مِنْ حُزنِي ظهر
*****
كُلُّ الضمائِرِ فِي حدِيثِ مشاعِرِي
ظهرَتْ بِها الأحزانُ والفَرَحُ استترْ
*****
جمدتْ خُطايَ فَلَستُ أنقُلُ خُطوةً
إِلاَّ كما نَقَلَ الجرِيحُ خُطا الحذَرْ
*****
ورفَعتُ طرفِي لِلسَّماءِ فَراعَنِي
مِنها خفوت النَّجم فِيها والقَمرْ
*****
أَوَّاهُ -يا أُمَّـاهُ- مِنْ لَفح الأسى
لَمَّا تَمكَّنَ مِنْ فُـؤادِي وَاستَـعَرْ
*****
لولا التَّعـلق بِالإِلــهِ لَنـالَنِي
ما نالَ قلبُ (مُتمـمٍ) لما انفطَرْ
*****
وسَّدتكِ الطَّين المُبلَّلَ في الثَّرى
مُستسلِماً لِقضاءِ رَبَّي والقَدَرْ
*****
واللهِ* لولا سُنَّةُ الـدَّفنِ التي
كُتِبَتْ* لكانَ الجَفنُ قَبرَكِ والمقرْ
*****
يا أُمَّ وِجدانِي* وأمَّ مشاعِرِي
يا مَنْ بِها معنى سعادتنا ازدهرْ
*****
يا مَنْ غرستِ لنا الأُمومة دوحَةً
ميمونة الأغصـانِ يانِعـةَ الثَّّمرْ
*****
مـاذا أقول عن الأمومةِ* إِنَّها
شَلاَّلُ حُبِّ مِنْ مشاعِرِكِ انحدَرْ؟
*****
شجـرٌ وأزهـارٌ يحدِّثنا الشَّذا
عَنها حديثَ العِطرِ فِي الكونِ انتشرْ
*****
إن قُلتُ: إنَّ الفَجرَ يشرَبُ نُورَهُ
مِنْ نبعِها الصَّافِي* فقُولِي مُعتبرْ
*****
ماذا يقُولُ عن الأُمومةِ شاعِرٌ
لولا الأُمومةَ ما ترنَّمَ واشتَهَر؟!
*****
مازِلتُ –يا أُميِّ- أراكِ هُناكَ فِي
شُرُفاتِ بيتِ الحُبِّ والحُلم الأَغَرْ
*****
مـازالَ فِي أرجـاءِ منزِلِنـا لَنا
مِنْ طِيبِ ذِكرِكِ ما يطِيبُ بِهِ الأثَرْ
*****
مازَالَ فِيهِ مِنَ الأمُومةِ مَنبَعٌ
ظَلَّتْ بِهِ الأَحلامُ مُورِقَةَ الشَّجَر
*****
والله -يا أمــاه- لولا أَنَّنِي
حَوْقَلتُ واسترجَعتُ لانقطًعَ الوَتَرْ
*****
مـا دُمتِ فِي كَنَفِ الإِلهِ فَإِنَّنِي
سَأَكُـونُ مِمَّنْ فِي مُصيبتِهِ صَبَرْ
*****
فاللهُ أَرحَـمُ بِالفـتى مِنْ نفسِهِ
كَمْ أجزَلَ المِنَحَ العِظامَ وَكَمْ غَفَرْ
*****
لَمَّا حمـدتُ اللهَ حَمدَ مُوحدٍ
سَكَنَ الفُؤادُ بِذِكرِ رَبِّي واصطَبَرْ
*****
يا قلبُ* صبرَكَ فالحيَاةُ كَدَفتَرٍ
عُمرُ الخلائِقِ فِيهِ نَصٌّ مّختّصرْ
*****
مـا هذِهِ الدُّنيا سِوى أُرجُوحةٍ
لا تستقِرُّ* ولا يقِرُّ بِهـا البَشَرْ