أهل القران
كم من قلوب قاسية لانت عن سماع القران
وكم من المجتمعات السيئة صلحت عند سماع القران.
وممن نشأ على كتاب الله تعالى
وعمر به مجالسه
وأشغل الناس به لسانه
,رجل كان حافظا لكتاب الله تعالى
وكان يعلم الناس بدون أجر,فكبر سنه ورق عظمه,وبلغ من الكبر عتيا
حتى فقد الذاكرة,فنسى جميع من يعرفهم حتى اسماء أولاده
ولازمه هذا الحال لمدة عشرون سنة
الا ان العجيب من أمره أنه كان في هذه المدة
يقرأ القران فلا يخطأ في حرف,ولا يسقط كلمة.
وفي يوم من الأيام وفي وقت السحر بالذات,أخذ الرجل ينادي أكبر أولاده بأسمه,وقد نسيه منذ عشرون سنة
فلم سمعه ابنه فرح فرحا شديدا,وقال,عادت ذاكرته اليه ,وعاد اليه رشده وصوابه
فقال:لبيك يا والدي ماذا تريد؟
قال,يا بني هل ترى هاذان الرجلان اللذان يرتديان عمامة بيضاء
قال,لاياوالدي أنا لاأرى شيئا
فقال, يا بني أودعك وأودع أخوتك وأودع الدنيا بمن فيها
,وأسأل الله أن يجمعنا في دار كرمه في مقعد صدق عند مليك مقتدر
,ثم رفع سبابته وقال,أشهد أن لااله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ثم فاضت روحه وأنقطعت أنفاسه على هذه الكلمات العظيمة.