~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان هناك فتى جميل الوجه ، شديد التعبد والاجتهاد وكان احد الزهاد
فنزل في جوار قوم فنظر إلى فتاة منهم جميلة فهويها وهام بها عقله
ونزل بها مثل الذي نزل به .
فأرسل يخطبها من ابيها فاخبره ابوها انها مسماة لأبن عم لها.
واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى فأرسلت اليه مرسال تقول فيه : قد بلغني شدة
محبتك لي ، وقد اشتد بلائي بك لذلك ، مع وجدي بك . فان شئت زرتك، وان شئت سهلت لك ان تاتيني الى منزلي .
فقال للرسول: لا واحدة من هاتين الخصلتين ((إني أخاف أن عصيت ربي عذاب
يوم عظيم (( أخاف نارا لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهبها.
فلما انصرف الرسول اليها فأبلغها ما قال ،
قالت:وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله تعالى ، والله ما احد أحق بهذا من احد ، وان العباد فيه لمشتركون ،
ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح ، وجعلت تتعبد
وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى وأسفا عليه ، حتى ماتت شوقا إليه .
فكان الفتى يأتي قبرها. فراها في منامه وكأنها في أحسن منظر، فقال: كيف أنت وما لقيت بعدي ؟ فقالت:
نعم المحبة يا حبيبي حبكا حب يقود الى خير وإحسان
فقال على ذلك: إلى ما صرت ؟ فقالت
الى نعيم وعيش لا زوال له في جنة الخلد ملك ليس بالفاني
فقال لها :اذكريني هناك فاني لست أنساك .
فقالت : ولا أنا والله أنساك ، ولقد سألتك ربي ، مولاي ومولاك فأعانني على ذلك بالاجتهاد.
ثم ولت مدبرة ، فقلت لها متى أراك ؟ قالت ستأتينا عن قريب .
فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اختي تأملي جيدا هذه العبارات:
كل الحوادث مبداها من النظـر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بلا قوس ولا وتـر
والمرء ما دام ذا عـين يقلبـها ** في أعين الغير موقوف على الخطر
يسر مقلتـه ما ضر مهجتـه ** لا مرحباً بسرورٍ عـاد بالضـرر
إنّ قليلَ الحُبِّ بالعَقلِ صَالحٌ *** وإنّ كثيرَ الحُبِّ بالجَهْلِ فاسِدٌ
لا تُتْبِعِ النفسَ الهوى
ودَعِ التعرضَ للمحن
إبليسُ حيٌّ لم يمت
فانجُ ودعْ عنك صُداعَ الهوى
عساك أن تسلمَ من شَرِّهالعينُ بابٌ للفتن
فخالف هواك واعصها فمن يطع هوى نفسه تنزع به شر منزع
ومن يطع النفس اللجوجة ترده وترم به في مصرع اي مصـرع
اذا المرء اعطى نفسه كلما اشتهت ولم ينهها تاقت الى كل باطل
وساقت اليه الاثم والعار للــذي دعته اليه من حلاوة عــــاطل
والشهوة الآ ثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر
والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد..
وبين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات
أختي في الله ..
ما اجمل الحب ان كان نقيا وصادقا وفي الله,,ومع هذا لابد لنا ان نجعل حبنا لله في القمة والأهم من كل شئ
كيف ولا وهو صاحب الفضل والنعم علينا,,
(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)
لذلك لابد أن تبرهني عن حبك لله عز وجل بأن تتخلصي من كل رواسب الماضي ومعاناته وظلماته.
فازرع في قلــــــبك شجرة الأخلاص لله
واغرس فســــــــائلها باخلاص وبقـــــوة
فإنها ان نبتت جــــــــــذورها في قـــــلبك
فتحت لك كل ابواب المسرات والخيرات
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) (إبراهيم : 24 )
وازرع في قلبك بذور الخوف
فتنمو وتترعرع
فما يزيدك إلا تقوى وورع من الله تعالى..
وكلما سقيت هذه البذرة بدموع الوجل
كنت من الآمنين يوم الوقوف أمام الله عزوجل
قال تعالى: { ولمن خاف مقام ربه جنتان }
فاقطع حبل كل شك و تمسك بحبل الله الممدود لتأخذك الطمأنينة إلى أبعد الحدود
وتيقن بأن الله معك ولن يضيعك .
الله يحب أن يراك أن تفعل كذا .. فبادر إلى ذلك
الله لا يحب أن يراك تفعل الشيء الفلاني ..فاقمع نفسك على أن تبتعد عنه ..
الله يحب أن يراك مشغولة بذكره مقبلة دائما عليه فجاهد نفسك على هذا
الله لا يحب أن يراك في الموقف الفلاني فاقهر نفسك
اخيتي الكريمة:يا جوهرة مصونة .. ودرة مكنونه..اعلمي إن الجواهر الغالية تصان عن نظر الحساد... ومرضى القلوب ... حفظاً لها ورفعة لشأنها....
فأفضل النساء هي التي لا تعرف عيب المقال ,, ولا تهتدي لمكر الرجال ,, فارغة القلب الا من زينة لبعلها والابقاء في صيانة اهلها ..
ولأنك يا أمة الله أغلى من تلك الدرر,, فلا تغرنك الذئاب البشرية فأنت صانعة الرجال
اخيتي ان ما حصل لك اتمنى ان يكون درسا لك,,فأنت من فتح لهم الطريق وسمحتى بذلك..
فمعذرة اخيتي قد تكون هذه العبارة قاسية عليك ولكن لابد من قول الحقيقة,, فاي مصيبة نشعر بها قد
تكون من كسب انفسنا:
(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)
ولكنك لمتي نفسك فهنيأ لك على هذه النعمة,, فعليك ان تشكري الله كثيرا ,, والا كيف سوف يكون
موقفك ان استمريت على هذه الحالة ؟؟
اختي نصيحة مني : اتق الله حيثما كنت,,
اخيتي ثقي بلله واعلمي ان اتقيته بجد ظفرت,,وهذا وعد من رب العالمين لك,,
تاملي رعاك الله :
(مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً)
فما اجمل التقوى وما اروع التوبه..