عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2005-11-25, 2:12 PM
شافي الشكري
معبر سابق
الصورة الرمزية شافي الشكري
رقم العضوية : 9882
تاريخ التسجيل : 12 - 10 - 2005
عدد المشاركات : 2,683

غير متواجد
 
Lightbulb من أخبار ذوي الحِلم
من أخبار ذوي الحلم

ووقف رجلٌ عليه مُقطّعات على الأحنف بن قيس يسبه، وكان عمرو بن الأهتم جعل له ألف درهم على أن يُسفّه الأحنف ، فجعل لا يألو أن يسبه سبًا يُغضِب، والأحنف مُطْرقٌ صامت. فلما رآه لا يكلمه أقبل الرجل يعضّ أبهاميه ، ويقول : يا سواتاه ، والله ما يمنعه من جوابي إلا هواني عليه.
وفعل ذلك آخر ، فأمسك عنه الأحنف ،فأكثر الرجل إلى أن أراد الأحنف القيام للغداء ، فأقبل على الرجل ،فقال له : يا هذا إن غداءنا قد حضر ، فانهض بنا إليه إن شئت ، فإنك مُذ اليوم تحدو بجملٍ ثقّالٍ . والثقّال من الإبل : البطيء الثقيل الذي لا يكاد ينبعث.
وعدّت على الأحنف سقطة في هذا الباب ، وهو أن عمرو بن الأهتم دسّ إليه رجلًا ليسفّهه ، فقال له : أبا بحر،ما كان أبوك في قومه؟ قال : كان أوسطهم لم يسُدْهم ولم يتخلف عنهم ، فرجع إليه ثانية ، ففطن الأحنف أنه من قِبَل عمرو فقال : ما كان مال أبيك ؟ فقال : كانت له صِرمة يمنح منها ويَقري ولم يكُ أهتم سلّاحا .

وقال رجل لرجل من آل الزبير كلامًا أقذع له فيه فأغرض الزبيري عنه ثم دار كلام فسبّ الزبيري علي بن الحسين فأعرض عنه ، فقال له الزبيري : ما منعك من جوابي ؟ فقال عليّ : ما منعك من جواب الرجل.
وقد رُوي قول القائل : لم قلتَ واحدةً لسمعت عشرًا ، فقال له الرجل : ولكنك لو قلتَ عشرًا ما سمعت واحدة. وقال الشاعر :
ولقد أمرّ على اللئيم يسبني فأجوز ثم أقول لا يعنيني

وقال رجل لرجل وسبّه فلم يلتفت إليه : إيّاك أعني . فقال له الرجل : وعنك أعرض .
فأما قول الشعبي للرجل ما قال ، فمن غير هذا الباب ، وإنما مخرَجُهُ الديانة، وذاك أن رجلًا سب الشعبي بأمور قبيحة نسبه إليها ‘ فقال الشعبي : إن كنت كاذبًا فغفر الله لك ، وإن كنت صادقًا فغفر الله لي.

وقال أبو العباس : قال رجل لأبي بكر الصديق رحمه الله : لأسبّنّك سبًا يدخل معك قبرك، فقال : رأيت رجلًا على بغلة لم أر أحسن وجهًا ، ولا أحسن لباسًا ، ولا أفْرَه مَركَبًا منه ، فسألت عنه ، فقيل : الحسن بن علي بن أبي طالب . فامتلأت له بغضًا ، فصِرتُ إليه ، فقلت : أأنت ابن أبي طالب ؟ فقال : أنا ابن ابنه، فقلت له : فيك وبك وبأبيك ، أسبّهما . فقا : أُحسِبُك غريبًا ،قلت : أجل ،فقال : إن لنا منزلًا واسعًا ، ومعونةً على الحاجة ، ومالًا نُواسي منه ، فانطلقت وما أجد على وجه الأرض أحب إليّ منه.
شكرا لكم على تصفحكم اتمنى أن تجدوا لنقلي هذا فائدة، وبارك الله فيكم.