استفتاء عام وكبير
في البداية أحب أن أقدم شكري وتقديري للدكتور فهد العصيمي على هذا الاستفتاء المهم والمميز, والذي يهم شريحة كبيرة من المعبرين والمعبرات وكذلك من طالبي التعبير.
أما بخصوص الاستفتاء...
1/ للمعبرين والمعبرات:
هل ترى أن هذا المنهج منهج يجب أن يتبع ولا يحاد عنه كما فعل الباحث طوال تعبيره؟.
هل لك رأي آخر؟ فضلا اذكره.
فبحكم خبرتي وتجربتي الوجيزة في علم التعبير, فأرى أن منهج تعبير الدكتور فهد العصيمي في التعبير وفق المنهج النبوي هو الأوجه والأسلم, فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى التعبير على الخير فعن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
{ لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ }رواه البخاري كما أرشدنا عليه الصلاة والسلام إلى الفرق بين الرؤى والأحلام وكيفية التعامل معها فعن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم:
{وَالرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ , وَالرُّؤْيَا مِنْ تَحْزِينِ الشَّيْطَانِ , وَالرُّؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ}رواه الترمذي, وفي صحيح مسلم عن أَبي قَتَادَةَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
{الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ }.وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:{فَمَنْ رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ }. كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التعبير بالشر, ولذلك ينبغي لمن يحسن التعبير أن يعبرها على خير وأن يحذر أشد الحذر من تخويف الناس بها، قالت عائشة رضي الله عنها: «كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج يختلف يعني في التجارة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن زوجي غائب وتركني حاملا فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور فقال خير يرجع زوجك إن شاء الله صالحا وتلدين غلاما برا, فذكرت ذلك ثلاثاً فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غائب فسألتها عائشة فأخبرتها بالمنام فقالت لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاماً فاجرًا فقعدت تبكي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مه يا عائشة إذا عبرتم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها» فأين هذا المنهج من فعل كثير ممن بثوا الرعب في قلوب الناس، وجلبوا لهم القلق الدائم، والحسرة التي لا تنقطع من خلال تعبيراتهم المفزعة.
وأرى أن تبشير الرائي بالخير إن كان في الرؤيا خير أو طلب الاحتراز بما ورد وفق المنهج النبوي إن كان فيها شر هو المنهج الذي يجب أن يحتذى وهو ما يسير عليه الدكتور فهد العصيمي.
والله أعلم.