أكثر من 20 سؤالاً في الصلاة على الميت
عبدالرزاق الشمري
1 : ما حكم الصلاة على الميت ؟
الصلاة على الميت فرض كفاية ، إذا فعلها البعض سقط الإثم عن الباقين ، وتبقى في حق الباقين سنَّة ، وإن تركها الكلُّ أثموا .
2 : ما فضل الصلاة على الميت ؟
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معه حتى يُصلَّى عليها ، ويفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل أحد ، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط " متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ، قيل : وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين "متفق عليه. قال الشيخ فيصل آل مبارك رحمه الله : " الحديث دليل على عظم أجر من صلى على ميت وتبعه حتى يدفن ، فإن له من الأجر مثلي أجر من صلى عليه ورجع ".
3: هل القراريط تكون بعدد الجنائز ؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن رجل صلى على خمس جنائز صلاة واحدة ، فهل له بكل جنازة قيراط ؟ فأجاب : " نرجو له قراريط بعدد الجنائز ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من صلى على جنازة فله قيراط ، ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان "متفق عليه . وما جاء في معنى ذلك من الأحاديث وكلها دالة على أن القراريط تتعدد بعدد الجنائز".
4 : ما فضل كثرة المصلين على الميت وكثرة الصفوف ؟
تكثير الجمع في الصلاة على الميت مرغّب فيها ، لحديث عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه" رواه مسلم ، ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من رجل مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه" رواه مسلم .
5: كيف يكون الصف للصلاة على الميت ؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله " الأصل أن يصفوا في صلاة الجنازة كما يصفون في الصلاة المكتوبة ، فيكملون الصف الأول فالأول", وقال الشيخ ابن عثيمين : " الصفوف في صلاة الجنازة ينبغي فيها تسوية الصفوف كغيرها من الصلوات ، وأن يكمل الصف الأول فالأول ، وأن تُسدَّ الفرج بين الصفوف".
6 : ما صفة الصلاة على الميت ؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن صفة الصلاة على الميت فأجاب:
" الصلاة على الميت صفتها أن يكبر الإمام ويتعوذ ويسمي ويقرأ الفاتحة ، ويستحب أن يقرأ معها سورة قصيرة مثل الإخلاص ، أو العصر ، أو بعض الآيات ؛ لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما يدل على ذلك . ويكبر الثانية ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مثلما يصلي عليه في التشهد الأخير . ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت بالدعاء المعروف ، ويُذكِّر لفظ الدعاء للرجل ، ويؤنث للمرأة ، ويجمع الضمير للجنازات المجتمعة ، ثم يكبر الرابعة ويسكت قليلاً ثم يسلم عن يمينه تسليمة واحدة . أما الاستفتاح فلا بأس بفعله ولا بأس بتركه ، وتركه أفضل" ، وذهب الأئمة الثلاثة إلى أنه لا يستفتح في الجنازة ؛ لأنها صلاة مبناها على التخفيف. فهي أيها المباركون تتلخص في هذه النقاط :
- التكبيرة الأولى ثم يستعيذ ويسمي ويقرأ الفاتحة وشيء من القرآن.
- التكبيرة الثانية ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ) .
- التكبيرة الثالثة ثم الدعاء للميت.
- التكبيرة الرابعة ثم يسكت قليلاً ويسلم .
7. ماذا يقال بعد التكبيرة الرابعة ؟
اختلف أهل العلم رحمهم الله في السكتة بعد التكبيرة الرابعة ، فقال بعضهم : يقف بعد التكبيرة الرابعة ولا يدعو . وإليه ذهب الشيخ ابن باز رحمه الله فقال : " لم يثبت شيء في ذلك ، بل يكبر ، ثم يسكت قليلاً ، ثم يسلم بعد الرابعة "، وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : " يكبر ويقف بعد التكبير قليلاً ثم يسلم، وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن كيفية الصلاة على الجنازة ، ثم قالت في آخر جوابها : " ثم يرفع يديه ويكبر التكبيرة الرابعة ثم يسلم تسليمة واحدة" .
وقال بعضهم : "يدعو بعد الرابعة كالثالثة" وهو قول جمهور العلماء، " فقد كان كثير من السلف يقفون بعد الرابعة يدعون حتى يخيل للناس أنهم سوف يأتون بخامسة ، فلا شك أن هذا الوقوف لابد فيه من دعاء ، فليس هو وقوفاً مع سكوت "، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " واختار بعض الأصحاب – رحمهم الله – أنه يدعو بقوله : " اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله " ، وقال بعضهم ، يدعو بقوله : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ". وقال رحمه الله : " والقول بأنه يدعو بما تيسر أولى من السكوت ؛ لأن الصلاة عبادة ليس فيها سكوت أبداً إلا لسبب كالاستماع لقراءة الإمام ونحو ذلك ". وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " والدعاء بين التكبيرة الأخيرة والتسليم مشروع" والله أعلم.
8. أين يقف الإمام في الصلاة على الميت ؟
من السنَّة أن يقف الإمام عند رأس الرجل ووسط المرأة ، وإذا كانت جنائز كثيرة يقدم الرجل ثم الطفل ، ثم الذكر ثم المرأة ، ثم الطفلة الأنثى، ويصلى عليهم جميعاً ؛ لأن المقصود الإسراع بالجنازة ، ويجعل رأس الطفل عند رأس الرجل ووسط المرأة عند رأس الرجل وكذلك الطفلة عملاً بالسنة .
9. ما حكم رفع اليدين عند التكبير في الصلاة على الميت ؟
"تجوز صلاة الجنازة بدون رفع اليدين ؛ لأن الواجب فيها التكبيرات وقراءة الفاتحة والدعاء للميت والسلام ، ولكن رفع اليدين هو السنة في جميع التكبيرات".
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " السنة رفع اليدين مع التكبيرات الأربع كلها ؛ لما ثبت عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يرفعان مع التكبيرات كلها .
10. كم عدد تكبيرات الصلاة على الميت ؟
التكبيرات في الصلاة على الميت لا تقل عن أربع تكبيرات ، " وكان – النبي صلى الله عليه وسلم – يكبِّر أربع تكبيرات ، وصح عنه أنه كبر خمساً ، وكان الصحابة – رضي الله عنهم – بعده يكبرون أربعاً ، وخمساً ، وستا .
قال الشيخ الألباني رحمه الله : " ويكبر عليها أربعاً أو خمساً ، إلى تسع تكبيرات ، كل ذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأيها فعل أجزأه ، والأولى التنويع ، فيفعل هذا تارة ، وهذا تارة ، كما هو الشأن في أمثاله مثل أدعية الاستفتاح ، وصيغ التشهد ، والصلوات الإبراهيمية ، ونحوها ، وإن كان لابد من التزام نوع واحد منها ، فهو الأربع ، لأن الأحاديث فيها أكثر " .
قال الشيخ ابن عثيمين : " وله الزيادة إلى خمس ، وإلى ست ، وإلى سبع ، وإلى ثمان ، وإلى تسع ، كل هذا ورد . لكن الثابت في صحيح مسلم إلى خمس ، ففيه أن زيد بن أرقم رضي الله عنه : " صلى على جنازة فكبر عليها خمساً ، وأخبر أن ذلك مِن فعل النبي صلى الله عليه وسلم " ، ولهذا ينبغي للأئمة أحياناً أن يكبروا على الجنازة خمس مرات إحياءً للسنة ، وسيقول بعض الناس : إن إمامنا نسي فزاد خامسة ، لكن إذا فعلها مرة بعد مرة ، وبين للناس أن هذا من السنة فذلك حسن , وجمع عمر – رضي الله عنه - الناس على أربع تكبيرات , "قال ابن عبد البر : أجمع الفقهاء ، وأهل الفتوى بالأمصار على أربع ، كما جاء في الأحاديث الصحيحة . وقال النووي : أجمعت الأمة على أنها أربع تكبيرات بلا زيادة ولا نقص ".
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : "الأفضل الاقتصار على أربع ، كما عليه العمل الآن ؛ لأن هذا هو الآخِر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم".
11. لو نوى أن يكبر خمس تكبيرات فماذا يقول بعد الرابعة والخامسة؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " لا أعلم في هذا سنة ، لكنني إذا أردت أن أكبر خمساً جعلت بعد الثالثة الدعاء العام ، وبعد الرابعة الدعاء الخاص بالميت ، وما بعد الخامسة ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، والدعاء العام هو : "اللهم اغفر لحينا ، وميتنا ، وشاهدنا ، وغائبنا ، وصغيرنا ، وكبيرنا ، وذكرنا ، وأنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تُضلنا بعده" ، فهو دعاء يدخل فيه كل مسلم.