[بنت الاحساء]

أولى قطرات النزف ..~

بـ لُغةِ معاجمِ الألم ..
سأسطر حرفي من حبرِ " دم "
أوجاعه زخم ..
و عنوانه ندم ..!

و في عمـق الجرح ..~

هناك و بين أحضان مجتمعٍ ذكوريٍ متخلف
أُزهقت حرية فتاةٍ .. دون أدنى تكلف ..!
أُهدرت .. كرامتها
هُدم .. كيانها
ضاعت .. أحلامها
سُلبت .. إنسانيتها
وسط تعويذاتِ نبضها و ابتهالاته
و وسط توسل لسانها و رجاءه
:
سُفكت دماء "كرامتها" من بين يديها
حتى سالت تقبّل الأرض ..
و تحتضن قامة نعليها ..!
:
باتت كـ "دميةٍ " شكّلها القدر
لتتلاعب بها أيديهم في قهر ..!
حتى حان موعد بيعتها المنتظر ../
لـ يتساوموا على ثمن وأدها .. تحت مسمى "المهر"
حتى تزف بكفن بياضها .. إلى جحيم ذلك القبر
في صمتٍ دون فرحٍ / أو أدنى خبر ..!

و هي من كانت تحلم كـ أيِّ صبية
بـ أن تُزفَ في ليلةٍ حالمةٍ ، خيالية
متباهيةً بـ جمال حسنها و العذرية
:
و هـا هي كـ دميةٍ قماشية ..
لا كيان و لا حرية ..!
سوى قلبٌ يلهج بـ ذكر رب البريَّة
إلهي ../
انتشلني من ظلم عالمهم
عالم الجبروت و العنجهية
عالم المال و الهمجية
إلهي ../
انتشلني من بحر عذاب
انتشلني من حياة سراب
:
ف بـ طمعهم .. كُسرت أحلامي
و بـ تعصبهم .. قُتلت آمالي
و بـ تسلطهم .. ذُبحت ابتساماتي

فاصلة إنعاش لـ الروح ..~

و على الضفة المقابلة من عالم الذكور ../
كان هناك قلبٌ رحوم ..
انتشل أنثاه من الأحزان
أغرقها بـ "بحر الحنان"
احتضنها بـ روحه فـ كان "الأمان"
جعل من " قلبه " ل دمعها منديلاً
و من نبضه لقولها تعبيراً
كان "الحبيب" .. و كان لها "الطبيب"
يوم جُرحت بـ يد من خُلقت من صلبه
فـ فداه روحاً .. أُنعشت بـ دفء حبه

مناجاةٌ للنفس بـ تحريض صحوة ..~

ترى .. متى ستنفجر قنبلة الصمت ..؟
و يستفيق ماضي جرحٍ به تعلمت ..
أن الحياة لي .. إن تكلمت
و أن الموت حليفي .. إن سكت
:
فـ متى ستعود روح الإنسانية إلى جسدي ؟
و تعود كينونة الشموخ في أنوثتي
فـ يحيى بها مسرح حياتي و صدري
فـ من دور حياة "الرق" قد سئمت
و من قهر "التسلط" تمزقت ..
حتى تجرحت أعيني ..
من مالح دمعي ..
و ...... هلكت ..!

كان هذا النص ../
واقعٌ في حياة أنثى قريبةٌ إلى روحي
فـ نبض لها قلبي .. و نضحت حروفي